الجمهور أي جمهور من حقه أن يجاهر ويعلن ميوله ويساند فريقه المفضل كون هذا الحق هو السائد الذي تألفه ميادين كرة القدم على امتداد المعمورة. ـ فالجمهور هو الذي يضفي على هذه المجنونة الجمال والمتعة والتميز، ومن هذا المنطلق وطالما أننا اليوم نترقب الديربي الآسيوي الذي يجمع الأهلي والاتحاد فنحن في ذات السياق لانزال ننشد هذه الجماهير في أن تكون أكثر وعياً وأكثر ثقافة تحضر للمدرجات تساند وتؤازر.. تدعم وتحفز ولكن بالطريقة المشروعة التي ترفض التجاوز وتعتمد على المثالية ولا تقبل بأي نوع من تلك الأنواع التي تمثل الوجه القبيح للرياضة. ـ بالأمس كان الدور المسؤول حاضرا في بيانات الناديين، وبارزا في تصريحات القائمين على صناعة القرار أما اليوم فبعد أن قدمت لنا إدارتا الأهلي والاتحاد هذا الوعي فالأمل كل الأمل أن يكمل عشاق الفريقين نفس التوجه ويكون لهم الدور المؤثر والفاعل الذي يسهم في إخراج اللقاء المرتقب إلى بر الأمان. ـ عبر التاريخ تعودنا من جمهور الأهلي والاتحاد الرقي والمثالية والثقافة العالية في التعامل مع ما يجري داخل الميدان وهي الحقيقة التي يجب أن نركز عليها ونذكر بها كل من يرغب في أن يحضر للمدرجات. ـ فكل من يرغب في الحضور عليه أن يتمسك بثوابت التشجيع الحضاري ويكون عضوا فاعلا في المهمة ومساندا لرجال الأمن من منطلق أن الرياضة تجمعنا للمحبة أولا وأخيرا، أما كل من يحاول أن يستغل هذا اللقاء من أجل أن يثير الزوابع فلابد من معاقبته والكشف عن هويته حتى يتسنى للجهات المختصة اتخاذ العقاب الرداع بحقه، فاليوم مهما اختلفنا يجب أن نعلن الشعار (أهلي واتحاد واحد)، فهل نبدأ من هذه اللحظة في الاستعداد لتقديم الصورة المشرفة والزاهية والراقية للجماهير الأهلاوية الاتحادية أمام كل من يقطنون أكبر القارات؟ ـ أتمنى من القلب أن يكون الجميع شريكاً في النجاح أعني نجاح اللقاء وبما يؤكد حضارية الجمهور السعودي ودوره المساعد والمساند كما عرف عنه فالجمهور السعودي ذواق يحب كرة القدم لكرة القدم وأي تفاوت في الانتماء لا يمكن له أن يكون حجر عثرة في العلاقات الرياضية والأخوية بين الأندية وإنما العكس. ـ أما عن الأهلي والأهلي تحديدا فمن أجل أن يضاعف حظوظه بالفوز والتأهل واللعب على نهائي بطولة القارة الآسيوية فما عليه إلا احترام منافسه الذي يملك ويمتلك كل مقومات القوة وخاصة في جانب حضوره الجيد في هذا الاستحقاق تحديدا، فالاحترام هو النقطة التي يجب أن يرتكز عليها الأهلاويون لما لها من أثر في ترجيح أفضليته. ـ ختاماً.. كرة القدم لعبة جميلة بمهارات نجومها.. رائعة بمنافساتها لكنها في بعض الأحيان تبدو مشوهة وقبيحة إذا ما برزت في ميادينها (الابنراشات) و(الشتم) في المدرجات. ـ دعونا نستمتع بالجمال، ودعونا بعد الجمال نمقت القبح.. وسلامتكم.
