خرج الهلال من الآسيوية فتوالت ردود الأفعال ما بين العاطفة والشماتة وما بين أشياء هي من التعصب وإليه. ـ هنا لن أبحر بمداد الفكرة المطروحة في محيط تلك الشخصنة التي مارسها بعض المنتمين لإعلام الهلال تجاه الإدارة قدحا وذما واتهاما بقدر ما أقف متسائلا أمام هؤلاء الذين تجاوزوا الروح الرياضية وذهبوا لترسيخ التعصب المقيت هكذا لمجرد أن فريقاً سعوديا غادر الآسيوية. ـ ماذا يمكن لنا كرياضيين وصف هؤلاء الذين ابتهجوا بخسارة الهلال من أولسان الكوري؟ ـ أسأل فقط في الوقت الذي نجدهم أكثر تعصباً حتى من التعصب نفسه.. رقصوا.. سهروا.. نحروا الحواشي.. قدموا المفاطيح وتركوا لنا من بعد هذا كله حقيقة المعاناة، أعني معاناة الانكسار التي تدفع بهم دوماً لملاحقة المنافس ملاحقته في فوزه وملاحقته في إخفاقه ولكن على طريقة تعصبهم لا على طريقة الوعي والروح الرياضية. ـ الهلال لم يمثل نفسه في الاستحقاق الآسيوي بل كان أحد الثلاثة الذين أخذوا على عاتقهم تمثيل الرياضة السعودية وإذا ما أقدم البعض على الاحتفاء بخروجه من أولسان الكروي فهذه في تصور كل عاقل ينتمي للرياضة ويشجعها ويهيم فيها حباً مهزلة بل سذاجة بل إنها أم التعصب وأبوه. ـ اليوم ونحن نتعايش مع هذه الصيحة الجديدة المستحدثة في مفهوم التعصب يحق لنا الاتفاق على مضمون ما سبق وأن تحدث به رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد ذات مرة عندما قال هنالك من ينتظر هزيمة الهلال ليفرح معللا مقولته تلك بأن أي خسارة لفريقه هي انتصار بل هي قمة البطولات لدى البعض من منافسيه وهذه الحقيقة لم تكن لتظهر جلية وواضحة على مسرح الرياضة لو لم نجد هؤلاء المتعصبين يسارعون خطواتهم من أجل تقديم الدعوات لحضور احتفالهم الكبير بخسارة الأزرق وخروجه. ـ عموماً مبروك للهلال تعويض خروجه من الآسيوية بصدارة ترتيب الدوري ومبروك للحاقدين عليه بطولة الحواشي والمفاطيح وما بين هذه وتلك يبقى التعصب آفة كل زمان ومكان. ـ أما بعيدا عن هذا الجانب الذي أثار حفيظة العاقل في الوسط فأي حديث يختص بالمنتخب فلن يمر دونما إشارة لتلك الجهود الكبيرة التي تبذلها إدارته حاليا. ـ إدارة المنتخب بدأت فعلياً في انتهاج الفكر الصحيح ليس على الورق بل على واقع المرحلة وبالتالي وطالما أن هذه الإدارة بدأت تسلك المسلك الصحيح، فمن الممكن أن تتبدل صورة الأخضر ليعود قوياً ويكرر حاضره اليوم في ثوب ذاك الماضي التليد الذي لن ينسى. ـ ختاماً مهما اتفقنا على سامي الجابر ومهما أجمعنا على الأسطورة ماجد عبدالله تبقى روح وحماسة ولياقة فؤاد أنور هي المبتغى والطموح ذلك أنه ومتى ما نجحنا في صناعة لاعب منتخب بهكذا مواصفات عندها أجزم بتحقيق كل النجاحات.. وسلامتكم.