ـ البعض حاول العزف على أوتار التعصب، والبعض الآخر انتهج السير في الاتجاه الخطأ.. وفي نهاية المطاف هاهو قرار تأجيل ديربي جدة جاء هذه المرة ليؤكد أن أي قرار صائب وحكيم لابد أن ينطلق من دائرة الحرص على مصلحة الرياضة السعودية العامة لا على تلك الأخرى التي لا تتجاوز حدود مصلحة محدودة يرى فيها البعض بطولة ولكن لأقلامهم وأصواتهم فقط. ـ عندما طالب الأهلي بضرورة تأجيل لقاء توالت ردة فعل الغضب والعاطفة والتعصب، فالبعض وصل به الأمر حد الاحتقان وظل يتساءل لماذا وكيف وما هي الأسباب، أما بعد أن انتهت العاصفة وحضر قرار المسؤول الحكيم لابد أن نتجاوز هذا الجانب لنقف موقف الداعمين والمساندين والمؤازرين للأهلي والهلال والاتحاد، هذا الثالوث الكبير الذي لم يعد يفصله عن استحقاقه الآسيوي الهام إلا بضعة أيام. ـ من مصلحة الاتحاد قبل الأهلي أن يتم تأجيل ديربي جدة، لأن في هذا القرار ما يؤهله معنويا ونفسيا ولياقيا، وعليكم أن تتخيلوا لو أن طلب الأهلي قوبل بالرفض وأقيمت المباراة وفاز على خصمه الاتحاد كيف ستنعكس هذه الخسارة على العميد، وماذا سيجني من ترسباتها السلبية في نزاله الآسيوي القادم؟ ـ بالطبع هذا السؤال سيقفز عليه هواة التعصب ولن يبحثوا في ثنايا عبارته المطروحة عن الجواب لأنهم دائما يسيرون بريشة أقلامهم على طريقة (خالف تعرف). ـ أعود لتلك المهمة القارية وكلي أمل في أن يصبح من خلالها حضور الفرق السعودية مشرفا وقويا حتى تضمن هذه الفرق الثلاثة فرصة بلوغ الأدوار النهائية، وتتضاعف فرصة الفوز باللقب الآسيوي الذي غاب طويلا وآن له أن يعود ليلازم الكرة السعودية ويلازم إنجازاتها. ـ الأهلي.. الهلال.. الاتحاد.. بذلوا قصارى الجهد في المراحل الأولى من البطولة الآسيوية وتحدوا كل الظروف والصعاب ونجحوا في التأهل، لكن ما بعد هذه المرحلة هناك مرحلة أخرى صعبة بالطبع لكنها لن تكون من ضروب المستحيل، وإذا ما استحضرت هذه الفرق كافة الأدوات الفنية والمعنوية والحماسية.. فهي بمنطق الرؤية الفنية قادرة بقوة على أن تتجاوزها وتصل إلى مشارف النهائي، المهم أولا هو حرص اللاعبين على تقديم المستويات العالية والروح القتالية لأن هذه مع تلك هي الوسائل الأكثر فاعلية التي من شأنها أن تسهم في تسهيل المهمة وبلوغ دائرة الهدف المنشود. ـ الذين ثارت ثائرتهم لمجرد أن الأهلي طالب بتأجيل لقاء الديربي ماذا سيقدموه لنا اليوم؟ ـ قاتل الله التعصب عندما يصبح معول هدم للرياضة. ـ ما يتعامل به اللاعب أحمد الفريدي أنا أراه مساومة وهم يرونه حقا مشروعا للاعب. ـ أي لاعب يستغل فرصة دخوله فترة الستة أشهر أو يتجاوزها ولا يفكر إلا في كم يدفع هذا وكم يقدم ذاك فهذه في تصوري مقدمة محزنة لنهايته في الملاعب. ـ الفريدي صورة مكررة للاعب سعيد الودعاني الذي بدأ نجما لكنه في غمضة عين توارى. ـ ثقافة اللاعب أهم بكثير من موهبته.. وسلامتكم.