ما إن تنتهي مناسبة أو حدث أو حتى تجربة عابرة إلا ويتحول المشهد الرياضي إلى ثرثرة وصخب وإلى أشياء بعضها يندرج في سياق النقد المقبول وبعضه الآخر لا يتجاوز إطار السخرية والتهكم والكوميديا. ـ فلا تكاد تمر مرحلة من مراحل المنتخب دونما تترك خلفها إرثاً من المعاناة، فالكل ينتقد والكل يثرثر والكل يمارس دوره الكوميدي هكذا لمجرد أن هذا الكل يحاول أن يبحث له عن متنفس بعدما قادتهم نتائج الأخضر طيلة الفترة الزمنية الماضية إلى حيث دائرة الإحباط والتشاؤم والحزن على ماض تولى. ـ الجمهور السعودي الذي ثارت ثائرته لخسارة منتخبه من إسبانيا بالخمسة لم يعد يرى في واقع الكرة السعودية إلا النتائج السلبية والحضور الباهت لهذا تجده ينتقد بحدة ويسخر بحدة وإذا ما حاول أن يلتزم الصمت فالصمت هو الآخر يأتي إلينا كحالة استثناء فيها من الألم ما يكفي لوصف هذا الواقع المرير الذي تمر به رياضتنا اليوم إن كان على صعيد التخطيط وإن كان على صعيد المستويات والنتائج. ـ بالطبع لا يمكن إلغاء أهمية الجمهور ودوره وتأثيره في الحراك الرياضي السعودي، فالجمهور في تصوري هو المحرك والمحفز لأي عمل كما هو المعيار والمقياس لأي نتيجة وبالتالي علينا احترام ردة فعله حتى وإن كانت قاسية والأخذ بها كقسوة محب لا قسوة حاقد. ـ في الماضي القريب كانت ردة فعل المسؤول واللاعب والمدرب بعد أي هزيمة للمنتخب في سياق التبرير أما في حاضر اليوم فأي تبرير يدون ويكتب ويقال لم يعد له موقع من الإعراب في ذهنية هذا الجمهور على اعتبار أن حجم السلبيات في النتائج نزفه كبير والشق في العمل أكبر من الترقيع . ـ نعم لردة فعل الجمهور المحب لرياضة وطنه ونعم للنقد الذي يؤسس لبناء للتصحيح، ولا وألف لا لكل من يحاول أن يقف ضدا لهذا لمجرد أنه المستفيد إما من منصب أو من علاقة ود تربطه مع هذا المسؤول أو ذاك . ـ ماذا يمكن لمنتخبنا الوطني أن يقدمه اليوم أمام الجابون؟ ـ بعيدا عن تجربة إسبانيا ونتيجتها الأمل في أن يستوعب اللاعب السعودي من كل تجربة يخوضها . ـ مثل هذه التجارب مهمة ومفيدة إذا ما أخذناها أو قارناها بأعمار بعض اللاعبين الذين هم في بداية المشوار فالاحتكاك مع المنتخبات القوية والمدارس الكروية المختلفة مفيد لبناء منتخب قوي، لكن علينا أن ندرك جيدا أن التوقيت لمثل هذه التجارب مهم بل مهم جدا . ـ لا أعلم عن سر تلك اللهجة الحادة التي تحدث بها فهد المصيبيح في قضية تأجيل الدربي. ـ لجنة المسابقات من حقها أن تقبل أو ترفض طلب الأهلي لكن بعيدا عن سرد كلمات هي أبعد ما تكون عن الصواب . ـ الأهلي طالب بتأجيل لقاء الاتحاد لأنه يدرك أهمية الآسيوية وأهمية تشريف الكرة السعودية فيها، لكن وكما يبدو أن لجنة المسابقات المحترمة قررت الرفض لمجرد الرفض ولم تراع أي اعتبارات تختص بتلك الرحلة الشاقة التي يغادر بها إلى إيران.. وسلامتكم.