عندما يتحدث الإعلام عن حالة وهن أصابت الكرة السعودية فهذا الحديث قد يكون هو المألوف الثابت في ذهنية كل من ينتمي لمجال الرياضة، أما عندما يتحدث عن ضائقة مالية تعصف باتحادنا الموقر فهذه من وجهة نظري جديدة تستحق مني ومنك ومنهم جميعا الوقوف عليها لأنها ببساطة تمثل حالة الاستغراب بأم عينه. ـ بالأمس الأول استمعت لتصريحات محمد المسحل وهو يتحدث عن توليفة المنتخب وتجربة إسبانيا والجابون وفي ثنايا الحديث أفصح عن أن الاتحاد السعودي يعاني من ضائقة مالية دون أن يفصح عن أسباب هذه الضائقة ومن يتحملها ولماذا تولدت في هذا التوقيت بالتحديد؟ ـ هنالك ميزانية مالية اعتمدت وأقرت وتم الصرف بموجبها لكننا كمتابعين لم نلحظ منذ سنوات أي متغير إيجابي لا في البنية التحتية للملاعب وصيانتها ولا في تلك الجوانب الأخرى المتعلقة بالتطوير وبالتالي فالكل يعتقد أن الأزمة التي أوجدت هذه الضائقة ليست معنية بوزارة المالية مثلا وإنما هي معنية بعشوائية العمل وبمن يقفون عليه. ـ إذا كان الاتحاد السعودي يعاني من الضائقة المالية فماذا يمكن لنا تسميته بضخ تلك الأرقام المالية الكبيرة في عقد مدرب لم يقدم ما يمكن اعتباره مقنعا وإذا كان ما أفصح عنه المسحل دقيقاً وصحيحا فماذا يمكن لنا تسميته من أكثر من عشرة ملايين دولار يتم دفعها من خزينة الاتحاد لمجرد مباراة ودية نتيجتها تبقى على هامش كل تلك المناسبات التي أصبحنا من خلالها خارج كل الحسابات فلا هي التجارب أفلحت في استعادة هيبة المنتخب ولا هي عملية التخطيط سارت في الاتجاه الصحيح ولهذا استمر الوضع العام للرياضة يتعانق مع سواد الإخفاق. ـ بالطبع الرياضة مجال لا يمكن لها أن يتطور إلا من بوابة الدعم المالي والفكر الاداري والتخطيط السليم والرقابة المحكمة وإذا ما كان هنالك إخلال بإحدى هذه المقومات فالنتائج التي نتطلع إلى تحقيقها ستظهر إلينا ولكن في دائرة أرقام السلب وليس الإيجاب، أقول السلب وليس الايجاب اعتمادا على معطيات ما أفرزته لنا كل تلك المراحل التي أصبحت فيها رياضتنا كالمريض الذي أتعبته مشارط الأطباء قبل أن تتعبه المسكنات فمن مرحلة إلى أخرى الأزمة تتفاقم والحلول التي نبحث عنها لاتزال في علم الغيب. ـ هل اتحادنا الموقر وصل مرحلة الإفلاس المالي؟ ـ أسأل فقط مستنداً على ما تحدث به المسح لو إذا ما كانت الإجابة بنعم فالذي ندركه اليوم يحتم علينا المناشدة بضرورة وضع ضوابط للتدقيق المالي ومعرفة الإرادات والمصروفات الخاصة باتحادنا الموقر حتى يتسنى للجميع معرفة لماذا تولدت هذه الضائقة المالية وكيف ومتى. ـ تعادل الاتفاق مع الهلال والفيصلي مع الاتحاد فأكدت لي كل المؤشرات أن الدوري لن يحسم بلغة الكبار بقدر ما يحسم بلغة تلك الفرق التي تقبع في المراكز الدافئة. ـ فالفيصلي مع هجر مع نجران مع الرائد والتعاون ربما لعبوا أدواراً مهمة في تحديد هوية البطل وهوية البطولة. ـ ختاماً كل سنة هجرية جديدة قادمة ونحن بين أيامها وشهورها على ذات حالنا نحلم ونتأمل ونطمح في أن تعود رياضتنا إلى حيث كانت. ـ هكذا نحن فقط.. حالمون لا أكثر... وسلامتكم.