علي الزهراني
الفتح من الكبار
2012-08-27

الحديث عن الكبار في كرة القدم يقودنا في الغالب إلى دائرة الخلاف بل إننا في ثنايا هذا الحديث الذي يكاد يكون السائد المألوف لم نصل حد الاتفاق بعد على صيغة توافقية لتحديد التعريف الصحيح لمفهوم الكبير في كرة القدم. ـ البعض يركز على التاريخ والبعض الآخر يعزف على وتر البطولات والجماهيرية أما الفئة الثالثة فالذي تراه أن هذه المجنونة لا تعترف إلا بمن يعطيها داخل الميدان لا عبر أوراق التاريخ. ـ الفتح هذا الفريق الشرقاوي كسر القاعدة المتعارف عليها خلال هذه المرحلة فهو اليوم يقارع ويصارع من أجل بلوغ دائرة الكبار تلك الدائرة التي لاتزال مساحاتها مفتوحة لكل من يرغب في بريقها ليس بالتاريخ وليس بالجماهيرية وإنما بالمستويات والنتائج التي تمثل نصف الحقيقة أعني حقيقة فريق هو اليوم يسير ولكن بخطوة الكبار. ـ في الموسم الماضي أو بالأحرى خلال السنوات الخمس الماضية تعايشنا مع منظومة عمل فتحاوية مغايرة ومختلفة ارتكزت على التنظيم الجيد والتخطيط الفعال وبالتالي ها نحن مع المحبين له لانزال نلحظ حجم التغيير الإيجابي في مستويات ونتائج هذا الفريق الجميل الذي لا يملك إمكانات الأهلي والهلال والاتحاد والنصر والشباب إلا أنه برغم ذلك اختصر كل المسافات إلى أن وصل إلى حيث وضعية فنية الكل يشير إليها بالإعجاب. ـ المتميزون فقط هم من يمتلكون القدرة على توفير وسائل النجاح بأقل جهد وبأقل تكلفة وطالما أن الإدارة الفتحاوية نجحت وتميزت في رسم الخارطة الصحيحة لبناء فريق محترف ينافس هنا ويقارع هناك وجب علينا كإعلام أن نبارك هذه الجهود التي بذلت كون إنصاف ومباركة أي عمل منتج ومثمر يعتبر من الواجبات التي يضطلع بها الإعلام بكل وسائله سواء وسائله المقروءة أم سواء وسائله المرئية. ـ بالتوفيق للفتح.. بالتوفيق له مع رئيسه الرائع عبدالعزيز العفاق وبالتوفيق له مع مديره الفني فتحي الجبال وبالتوفيق له مع هؤلاء اللاعبين الذين قدموا لنا الوجه المشرف لمواهبهم وحماستهم وإمكاناتهم التي في مجملها العام انعكست بالإيجاب على نتائج الفتح ومستوياته ومركزه في الدوري. ـ ماذا يحدث للوحدة؟ ـ شخصياً توقعت وراهنت عليه إلا أنه في نزالين فقط خذلني وخذل معي جمهوره. ـ الوحدة إذا لم يسارع في تعديل وضعيته الفنية فالمصير المحتوم سيعيده إلى حيث كان رقماً في الدرجة الأولى. ـ بالطبع المهمة قابلة للتغيير لكن التغيير الايجابي للفرسان يجب أن يبدأ من اللقاء ذلك أن أي نتيجة فوز تسجل لهم قد تعطيهم القدرة على مواصلة تحسين أوضاعهم، وبالتالي يكون لهم موقع مقنع على الأقل في مراكز المنطقة الدافئة. ـ الوحداويون اليوم جلهم لا بعضهم يتحملون ما سيحدث لكيانهم الكبير إذا لم يتجاوبوا مع النداء، لهذا أقول هم يتحملون ذلك مع الأمل في أن تتضافر جهودهم هذه المرة ويقدمون مصلحة الوحدة ويجعلونها فوق أي مصلحة أخرى.. وسلامتكم.