ـ في كرة القدم هذه اللعبة المجنونة التي أسرت قلوب المليارات من البشر لا يمكن لأي فاهم بعلومها أن يجازف بالتوقعات المسبقة ويصر على أنها الثابت الذي يرفض التغيير ففي هذه اللعبة المجنونة كم من كبير توقعناه يكسب لكنه في الأخير غادر مكسورا بهزيمة لم يتوقعها والعكس، كم من فريق متواضع تعاملنا معه على أنه مجرد تمرين ليعكس الطاولة وينتصر ويرسخ على الميدان مقولة الكبير في كرة القدم كبير بمستوياته.. بروحه.. بحماسه لا كبير بتلك المسميات التي يحملها تاريخه. ـ عالميا هنالك فرق لها من الصيت الجماهيري والبطولي ما قد يغنيها عن التعريف وبرغم ذلك تعثرت أمام فرق متواضعة ومحليا إن قلت الهلال تعادل مع هجر وخسر من الفتح والرائد عادل الاتحاد فكل هذه ليست إلا الدليل على أن كرة القدم لعبة مجنونة والمعيار الذي تحتكم فيه نتائج مبارياتها هو ذاك المعيار الذي يسير بمضمون المقولة الشهيرة (الكرة تعطي من يعطيها). ـ أي فريق يبحث في ميادين كرة القدم عن المكسب ورأس المال مطالب أولا وأخيرا بضرورة احترام كل خصم ينازله وإلا فإنه سيجد نفسه في خانة الخسارة. ـ فالاحترام والاعتراف بمتغيرات اللعبة وظروفها والجوانب النفسية التي تحيط بها تمثل وسائل مهمة بل مهمة جدا لدى أي طرف يتطلع إلى تحقيق الإنجازات واحتلال المراكز المتقدمة في سلم الترتيب. ـ محليا وبالتحديد في مسابقة الدوري الذي قطعنا منه جولتين أعتقد بل أجزم بأن النتائج الأولية التي توقفنا على حدودها قد كشفت لنا بعض الملامح عن الجولات القادمة حيث يرى الكثيرون بأن تعثر الهلال وهو المرشح القوي للمنافسة على الدوري أمام هجر والفتح ليس إلا مقدمة للمزيد من المفاجآت حيث إن جميع الفرق بما فيها فرق الصدارة قد تشهد مثل ذلك حيث إن الفرق وخاصة تلك التي تقبع في المنطقة الدافئة لديها قدرة على صياغة المستويات والنتائج التي قد تسهم في إعاقة الفرق الكبيرة وبالتالي إذا ما تحققت هذه الصورة وأضحت واقعا ملموسا للمسابقة فهذا يعني المزيد من القوة والمزيد من الإثارة والمزيد من التشويق الذي ينعكس إيجابيا على الجميع وبالذات على المدرجات. ـ الكل اتفق على أن المنافسة ربما اقتصرت على الأهلي والشباب وإن طرأ أي متغير فمن الممكن أن يكون أطرافه الهلال والاتحاد لكن وبعيدا عن هذا الاتفاق والتوافق المبدئي، أقول ترقبوا المفاجآت فالوحدة وهجر والتعاون ونجران والشعلة لديهم جميعا ما يؤهلهم لكي يكونوا لاعبين مؤثرين في تحديد هوية البطل... وسلامتكم.