ـ بين ما يتحدث عنه الرأي العام المحيط بالهلال وبين ما تفرزه معطيات الميدان هنالك سؤال كبير لا يزال يبحث له عن جواب.. الهلال إلى أين يسير؟. ـ فالهلال الذي استعد في أوروبا وفاز على المان ستي استهل مشواره في الدوري بمستويات ونتائج أقل ما يمكن اعتبارها كارثة بحق فريق لم يسقط بعد من دائرة الترشيح للفوز بالبطولات لا دائرة الابتعاد عنها. ـ تابعت الأزرق أمام هجر وتمعنت فيه شكله العام أمام الفتح وقلت في نفسي محال أن يكون هذا هو الهلال الذي نعرفه. ـ دفاع شربة.. هجوم عقيم.. وإن قلت أشياء تختص بالمدرب كومبواريه وطريقته وأسلوبه فلا أعتقد بأن إصراره على المرشدي سيصبح الخيار الأمثل الذي يمنحه الأفضلية ويساعده على النجاح، فالمرشدي في تصوري بات معضلة دفاعية تحتاج إلى من يعالجها. ـ هذه البداية السلبية للفريق الهلالي سارت على عكس كل التوقعات، ففي الوقت الذي كان فيه الجميع يترقب بداية هلالية قوية تتوازى مع بدايات الأهلي والشباب هاهي المحصلة تأتي إلينا لتؤكد بأن الشق في الأزرق أكبر من الترقيع. ـ ولكي لا اختزل فكرة الحديث عن الهلال ومستوياته ونتائجه في أول جولتين أقول برافو للفتح.. برافو لمدربه الكبير فتحي الجبالي.. برافو لرئيسه عبدالعزيز العفالق. ـ فالفتح لم يكسب الهلال هكذا بمحض الصدفة بقدر ما فاز لأنه فريق رائع اشتغل على نفسه كثيراً حتى وصل إلى هذه المرحلة التي بات فيها يزاحم الكبار، بل ويتفوق عليهم. ـ منذ سنوات والفتح يبدع ويتألق وينافس، ولعل تلك المشاهد التي عكست لنا تميزه الموسم الماضي لا تزال قائمة، فالفريق الفتحاوي تعادل مع النصر وكسب الهلال واستمر ثابتاً في ذات المكان الجميل الذي جعل منه الجبالي لوحة كروية زاهية الملامح سواء فيما يختص بالروح أم سواء فيما يتعلق بالإطار التكتيكي الذي أضحى من الاستثناءات الجميلة التي امتاز بها هذا الفريق الشرقاوي عن غيره. ـ الشباب فريق ثقيل فاز على نجران بالأربعة وتجاوز الفيصلي بالثلاثة وأعلن من خلال نجومه بأنه قادم بقوة ليس من أجل المنافسة بل قادم بقوة من أجل المحافظة على لقبه الذي حاز عليه الموسم الماضي. ـ الشباب مستقر فنياً وهذا الاستقرار كفيل بأن يجعله يختصر كل الصعاب ويصل إلى حيث يريد. ـ الرياضة التي تفتقد للإنسانية وتقتلها ليست برياضة. ـ من هذا المنطلق كان الأهلي رائعاً وهو يبادر في تأجيل مباراته مع التعاون الذي يعيش أوضاعاً صعبة بعد وفاة لاعبه ناصر البيشي الذي نسأل الله أن يرحمه. ـ الكل ناشد بضرورة تأجيل اللقاء وإذا ما كان الأهلي صاحب المبادرات متفاعلاً مع هذه المناشدة فهذا التفاعل ليس بغريب على كيان تشرب منذ عقود من نبع الإنسانية التي أوجها رمزه الكبير خالد بن عبدالله.. وسلامتكم.