علي الزهراني
رياضتنا مذبوحة
2012-08-08

ـ غابت الرياضة السعودية عن المنافسة وتوارت وأضحت بالنسبة لنا اليوم مجرد ماض نستذكره مرة للترفيه وتارة نستوقفه بحثا عن مخرج بعد أن ضاقت بهذه الرياضة كل السبل المؤدية إلى النجاح. ـ ماذا حل برياضتنا.. أين يكمن السبب.. وإن أسهبت كثيرا في طرح التساؤلات فلا يمكن للأسئلة أن تجد لها جوابا في سياق هذا التعاطي الإعلامي الذي بات يكرر نفسه. ـ رياضتنا كالمريض الذي يعاني لكنه لم يجد لمعاناته طبيبا ماهرا يستطيع أن يحسن التشخيص ويوجد الوصفة، ففي معطيات ما يحيط بالرياضة الكل يجتهد والكل يحاول وفي نهاية المطاف ها هي النتيجة ذاتها لم تختلف عن سابقتها بل على النقيض ها هي اليوم باتت تتفاقم سوءا. ـ نكتب المقالات ونصرخ بالصوت العالي في الفضائيات ولكن على طريقة البليد في مادة الفيزياء عندما يفشل في إيجاد حل المعادلة تجده يذهب للإنشاء لعل وعسى أن ينجح. ـ في أولمبياد لندن شاركنا وخرجنا دونما نتاج وبالتالي وأمام هذه المحصلة بودي أن أسأل هل جيل اليوم سيقبل بما سبق وأن رسخناه في أذهانه من أن المشاركة بحد ذاتها تمثل قمة الإنجاز؟ ـ سنوات ونحن نعزف على وتر التبرير.. فالمسؤول يبرر والإعلام يجامل والرياضة السعودية بين خانة التبرير ودائرة المجاملة ها هي اليوم مذبوحة بفضل التخطيط الخاطئ وعندما أركز على التخطيط الخاطئ ففي هذه العبارة ما يجعلني أشير إلى تلك الاتحادات التي أخفق القائمون عليها في التطوير واستمروا متشبثين بمناصبهم دون مساءلة. ـ أي مسؤول لا يبتكر المفيد يجب أن يغادر المكان ليمنح بذلك فرصة لبديل آخر لعل وعسى أن يكون هذا البديل جديرا بتحمل المهمة وينجح من خلالها في تأسيس العمل المنظم الذي تكون نتائجه مثمرة لتلك الألعاب التي غابت عن دائرة المنجز ليس لأنها لا تملك المواهب بل غابت لأنها لا تزال تفتقد شخوص العمل القادرين على الابتكار والدعم والإخلاص لتلك المسؤوليات التي يضطلعون بها. ـ من أجل رياضة وطن تعود إلى واجهة الأحداث نحن اليوم مطالبون بضرورة البحث عن الحلول والحلول مهما تعدد رؤى الاختلاف حولها تبقى في قناعتي مرهونة بمدى قدرتنا على إيجاد التغيير الإداري وبما يتلاءم أولا وأخيرا مع حجم الطموحات التي تراود كل المنتمين لهذا المجال المهم ألا وهو مجال الرياضة وألعابها المختلفة دونما استثناء. ـ الإعلام الجديد وتأثيره على الرياضة كان العنوان العريض في تلك الأمسية الجميلة التي أحيتها صحيفة “الرياضية” وشركة صلة. ـ شخصياً سررت بما حفلت به تلك الأمسية والأمل أن يضطلع المنتمون للإعلام بكافة أنواعه سواء التقليدي منه أم الجديد بدوره في تثقيف الرأي الرياضي العام حتى يكون فاعلاً في تطوير الرياضة لا معوقاً من معوقاتها... وسلامتكم.