علي الزهراني
المنتخب في مهب الريح
2012-06-13

ـ العاطفة كل العاطفة تأخذنا في الغالب إلى حيث تدوين كلمات لا تفهم وأحياناً يقودنا التنظير بأسبابها إلى ما هو أبعد من النقد. ـ نكتب ونحلل ونتسابق على الفضائيات والنتيجة في الأخير مجرد كلام يتلاشى مع الريح. ـ فمنذ سنوات والرأي الذي نقوله او نكتبه حول المنتخب لا يزال ذاك الرأي الرهين لعاطفة النادي والانتماء لشعاره فعلى سبيل المثال إذا ما غاب لاعب من هذا النادي عن قائمة المنتخب سرعان ما تجد المنافحين في بعض وسائل الإعلام أكثر غضبا ليس لكون القرار صحيحا أو خاطئا بل لكون اللاعب فقط ينتمي للفريق المفضل. ـ هنا وأمام أي مشكلة قد تعتري مسيرة المنتخبات السعودية نحن متفقون تمام الاتفاق على ان بعض الطرح الإعلامي يخون أصحابها أقول ذلك جازما على ان أغلبية النتائج السالبة التي التصقت بالكرة السعودية ليست الا النتاج الذي أوجدته لعبة العواطف فالكل لا يزال يغني على ليل عواطفه والنادي بين الرؤية والعاطفة هو الذي يتفوق على كل المساحات سواء عبر مساحات الاعلام المقروء أم سواء عبر تلك البرامج الحوارية التي اعتمدت وتعمدت على ان تجلب المتعصب لا صاحب الرأي المتزن المفيد. ـ صوت الانتماء مع صوت هؤلاء العاطفيين إذا ما أصبح صوتا نافذا فلا يمكن له ان يحقق المفيد لا للمنتخب ولا للكرة السعودية فالانتماء والعاطفة إذا ما طغت على كل الحقائق فهي بالتالي ستصبح بمثابة السواد الذي يسود على أي بياض قد يلوح في سماء هذه الرياضة التي باتت اليوم في أمس الحاجة إلى من يقدم لها الحلول لتعود لمكانتها المرموقة. ـ ماذا لو استمرت نظرة العاطفة هل سيكون لها تأثير ايجابي ام انها ستبدو في نقيض الإيجاب؟ ـ بالطبع إجابة مثل هذا السؤال واضحة والوضوح في الإجابة يجب أن يكون له وقعه الخاص ولا سيما في ذهنية هؤلاء الذين لا يرون الأشياء إلا بألوان أنديتهم. ـ في عقود مضت خسرنا بطولات وخرجنا من مناسبات والسبب لمن يريد معرفة السبب هو طريقة النظرة على أن المنتخب السعودي هو منتخب النجم الواحد الذي يتحرك من خلاله. ـ أخطاء وقعنا فيها سابقاً أما اليوم فالواقع تغير وبالتالي يجب التعايش معه وفق مبدأ البقاء للأصلح وليس العكس. ـ ببساطة المنتخب دائماً يحتاج إلى التجديد ومن يبدع يجب أن يأخذ فرصة والعكس من يخفق فلا ضير في أن نقول له كفيت ووفيت ومع السلامة. ـ عموما مرحلة اليوم يجب ان تقودنا إلى مرحلة مغايرة ومختلفة عن سابقتها مرحلة تصبح شاملة للتصحيح وشاملة لايجاد الحلول ومعنية بضرورة تطوير المنهج الفني والإداري المختص بالمنتخبات السعودية لاسيما وان الكل بات يرى بونا شاسعا بين ما يحدث للمنافسين لنا في آسيا وبين ما يحدث لمنتخباتنا وسلامتكم.