تتفاوت الرؤية بين الكاتب والمحلل وبين كل من تربطه علاقة بكرة القدم، فهنا من يقيس رؤيته بمنطق الميدان وهنالك من يتجاوز الميدان ليقف على فاصل التكهنات لا سيما إذا ما تعلق الأمر بتحديد هوية البطولة وهوية فارسها. ـ في هذه المرحلة التي تمثل المنعطف المهم في مسابقة الدوري مهما اختلفت الرؤية بين تلك الأطراف تبقى اللغة الإعلامية والجماهيرية المتداولة لغة يتفق الجميع فيها على أن الجولة القادمة هي جولة الحسم وجولة اللقب وجولة البطولة ومن يكسب في هذه الجولة تحديداً ففي تصوري بأنه سيقطع عثرة الطريق وسيصل إلى حيث منصة التتويج وسيتحفل مع أنصاره باللقب. ـ من المؤكد أن كرة القدم لا تنحني إلا لمن يحترمها ويخلص لها ويوليها كامل العطاء ومن هنا لابد أن يستشعر نجوم الأهلي بأن مهمتهم القادمة أمام الرائد هي المهمة الأصعب التي تحتاج للكثير، تحتاج للحماس والروح والهدوء مثلما تحتاج إلى قوة فنية متوازنة كون هذه المقومات متى ما توفرت للأهلي فمن الممكن أن يفسح المجال لنفسه لكي يحفظ نجاحاته السابقة ويكملها هذه المرة في بوتقة تحقيق الحلم الكبير الذي طال انتظاره. ـ نعم الرائد كفريق ضمن حقه المشروع في البقاء وتخطى بفوزه الأخير على الأنصار مرحلة الخطر لكنه وبرغم ذلك لن يقدم نفسه أمام الأهلي في ثوب المتكاسل والمتهاون، بل على العكس من ذلك، فالرائد سيحاول أن يقدم ذاته في هذا اللقاء المنتظر كبطل وإذا ما استوعب الأهلاويون هكذا حقيقة فهم قادرون وبقوة على أن يحددوا هوية البطل والبطولة من هنا من جدة ولي من هناك من الرياض وبريدة. ـ الكل يترقب والجميع ينتظر فالشباب مع الأنصار، والأهلي مع الرائد، وأي خسارة أوعثرة قد تحدث لهما في هذه الجولة ربما انعكست بظلالها على المشهد ورسمت صورة التتويج قبل أن يلتقيا في جدة. ـ عموماً لن أتوقع ولن أتكهن برقم يحدد حصيلة هذا الفريق أو ذاك لكنني وفق معطيات الحدث أجد أمامي جولة ستكون حافلة بالندية والإثارة والتشويق وإن قلت هي من أقدام الأنصار ففي تصوري أن هذا الفريق المديني الذي لم يحالفه التوفيق في موسمه الحالي سيحرص وبقوة على أن ينهي مشواره مع الكبار بمفاجأة أقول مفاجأة مع أن القدرات الفنية التي في قائمة الأنصار تملك ذلك المهم والأهم أولاً وأخيراً أن يدرك هذا الفريق ولاعبوه بأنهم أمام مهمة قد تدخلهم التاريخ وتعيد لهم ثقتهم وتساعدهم في أن يكونوا بالفعل نقطة التحول في مهمة الكبار. ـ فنياً قد لا يمكن مقارنة الأنصار بالشباب هكذا على الورق، أما على الميدان فالميدان عصارة روح وعصارة تحدي وعصارة إثبات وجود، فهل يملك الأنصار كل هذا ويحدد هوية الدوري؟. ـ إذا ما نجح الفريق الأنصاري في ذلك حتماً سيحقق المعجزة وحتماً سيكسب نجومية الموسم. ـ ختاماً أتمنى أن يمنح الأهلاويون فريقهم الرديف في لقاء النصر الإماراتي لكي يعرف الجميع أن الأهلي لا يعتمد على نجم وإذا ما غاب نجم من القائمة سرعان ما يصنع بديله بعشرة.. وسلامتكم.