فاز الاتحاد ولا غرابة في أن يفوز سواء على الأهلي أو غيره، لكن الغرابة بعينها تكمن في تلك الأكواع والانبراشات التي قدم بها كريري وأسامة المولد وجهاً آخر لا علاقة له بكرة القدم. ـ فنياً من حق الاتحاد أن يبحث عن فوز يعيد له توازنه واستقراره لكن ما ليس بحق الاتحاد أن يستمرئ لعبة الخشونة ويقدمها لأنظارنا ويغادر المهمة دونما اعتراض على مثل هذه الممارسات التي لا يمكن القبول بها في وقت الكل فيه لايزال ينشد الروح الرياضية ويتطلع إليها ويؤمن بأهميتها. ـ الحوسني.. بالمينو.. ضحية كوع وضحية انبراش وضحية سلوك مشين برزت ملامحه على الهواء إلا في صافرة ذاك البلجيكي الذي حضر إلينا ولكن بصافرة مكسورة اهتمت بالهوامش وتركت المضمون وغادرت المكان غير مأسوف عليها. ـ جميلة هي كرة القدم عندما تمارس برقي الموهبة والمهارة ورائعة عندما تختزل الأخلاق والروح الرياضة أما على النقيض فهذه اللعبة ستبقى أكثر قبحاً إذا ما تحولت اللعبة فيها إلى ركل ورفس وانبراش وخشونة تكسر العظام. ـ حزنت وأنا أرى فيكتور سيموس مطروحاً بضربة فولاذية من أسامة المولد وتألمت أكثر وأنا أشاهد بالمينو يغادر الميدان بساق شبه مبتورة، وما بين الحزن والألم بودي أن أسأل هل ستمر كارثة أسامة المولد تحديداً على لجنة الانضباط مرور الكرام أم أن صرامة العقوبة ستحضر لتنهي جدل المتجادلين وتعيد الأمور إلى نصابها وتحفظ لنا ود الروح الرياضية واللعب النظيف. ـ أما عن اللقاء فالأهلي خسر ليس لشيء يختص بضعف حضوره الفني وإنما خسر لأنه نازل فريقاً اكتظ بجميع أفراده في منطقة دفاعاته. ـ لن أقلل من شأن الاتحاد كفريق كبير وعملاق لكنني في إطار اللقاء الأخير الذي جمعه بالأهلي لم أجد أكثر من فريق تمرس في الدفاع وأي خطة تعتمد على مثل ذلك سرعان ما يرفضها المتذوق لمتعة كرة القدم وفنونها. ـ مبروك للاتحاد بطولة الفوز على الأهلي وهي البطولة التي خططوا لها من أسابيع فسهروا الليل ابتهاجاً بمقدمها، أما الأهلي فالخسارة لا تقلل من عراقته وخطورته وتميزه فرب ضارة نافعة. ـ الأهلي متى ما نجح في تحقيق الفوز على الرائد والشباب سيصبح بطلاً للدوري، ومن يدرك حجم هذا العملاق فنياً ومعنوياً قد يجزم على أن سفير الوطن سيقول كلمته ويعود إلى أنصاره حاملاً اللقب ومنتشياً بقدومه. ـ مدرب الشباب تجاوز كثيراً على الحكم خليل جلال ولا نعلم كرياضيين هل سيصبح كالمعتاد خارج نطاق المحاسبة أم أن عدل النظام سيطوله؟ ـ برودوم لا أختلف على تميزه كمدرب لكنني أختلف حول بعض التصرفات المتشنجة التي تؤجج غالباً المدرجات وتصنع بؤرة أخرى للتعصب. ـ هذا الكوتش يحتاج للردع لكي لا تصبح تصرفاته مدخلاً للبقية. ـ ختاماً الدوري أهلاوي والحسم قبل أن تعلنه أرضية الميدان أتوقع أن تعلنه المدرجات والله أعلى وأعلم.. وسلامتكم.