يمثل الإعلام الرياضي بكل وسائله ركيزة ثابتة في جسد الرياضة، كما أنه في ذات الإطار يعد الشريك المهم في تحقيق النجاحات لها.. وإذا ما تنازل هذا الإعلام عن شراكته الحقيقية في النقد البناء واتجه ليأخذ المنحى المخل بقيمته ورسالته، ففي هذا الاتجاه سيصبح مجرد عبث يعيق العمل ولا يمكن له أن يصنع الرأي والرؤية والكلام الموزون الذي يكفل الوصول إلى حيث غاية الهدف المنشود. - لن استشهد بتلك المراحل الزمنية، ولن أوجد المقارنات في طياتها، لكنني في سياق البحث عن الإعلام الصحيح لم أجد أكثر من إعلام يتسابق المنتمون إلى وسائله على استخدام لغة الشتيمة والردح بمعانيها وتقديمها عبر البرامج الحوارية لتكون وجبة بلا ملح وثرثرة بلا معنى . - الرياضة أخلاق والرياضة مبدأ والرياضة تسامح والرياضة منافسة شريفة، فلماذا بعض الأحبة يجردونها من كل تلك المسميات ويقدمونها في صورة لا تليق لا بالرياضة كرياضة ولا بالإعلام كإعلام ؟ - سنوات والمدرجات تئن من وطأة ما تسمعه يوميا من البعض .. تسفيه .. شتم .. اتهام وما خفي علينا من ألسنة هؤلاء أفدح وأعظم من أن يقال أو يكتب. - أخجل عندما أرى إعلاميا يهدد زميله على الهواء مباشرة، وأصاب بالألم حينما أستمع لآخر يتجاوز كل الخطوط.. هكذا لمجرد أنه يرغب في خلق الإثارة مع أن أي إثارة تستند على قلة الأدب مرفوضة ولا يمكن القبول بها، فالإعلام رسالة تنوير ومن لا يملك المقدرة على حمل هذه الرسالة فالأسلم له أن يصمت على الأقل لكي لا يزج بنفسه في قالب الإدانة أو يزج بالإعلام ومفهوم الإعلام الصحيح في مأزق السواد أمام المشاهد والمستمع والقاريء. - اليوم نحن أمام أزمة حقيقية، أزمة إعلام منح لكل من هب ودب، إعلام يختزل دوره وتأثيره وفاعليته في مفردة الشتم وعبارة الذم وجملة المسيء من القول، فهل بعد هذا كله نجد من الحلول ما يقضي على هذا الخلل أم أن الأزمة ستبقى والمعاناة ستستمر والعزف على أوتار العابثين سيدوم ؟ - لا أعلم عن الإجابة لكنني من هذه الزاوية أناشد زملائي المتشنجين وأصحاب الاستفزاز الثابت في منهاجهم بضرورة العودة إلى جادة الصواب حتى لا يخسروا أنفسهم قبل أن يخسرهم كل الرياضيين.. فهل من قبول لهذه الدعوة؟ - أتمنى بالتأكيد أن يتم تنقية الإعلام من هؤلاء المتعصبين ومن أفكارهم، كون هذه (التنقية) تعد المرتكز المهم الذي يقود إلى الحلول، أما تجاهلها والتعالي فلن يثمر إلا بالمزيد من العبثية. - يا هؤلاء ( فضحتونا) لقد قدمتم الوجه القبيح للإعلام فتشوهت رسالته وبالفعل إذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام. - الحرية في الإعلام مطلوبة، لكنها لن تكون مطلوبة دائما إذا ما تحولت إلى جريمة بحق العقول والأفكار ورسالة الإعلام.. وسلامتكم.