علي الزهراني
منجز وطني بخمسين ريالا
2012-03-18

إبراهيم العنزي بطل من ذوي الاحتياجات الخاصة تحدى إعاقته وتجاوز الصعب والقاسي والمستحيل ليقدم لرياضة الوطن أكثر من منجز وبرغم ذلك هاهم يتناسون بل يتجاهلون بل يستفزون منجزه ويقدمون له مكافأة رقمها الصحيح لا يتخطى حاجز الخمسين ريالا فإما يقبلها على مضض وإما (يقضب الباب) هذا إن كان الباب الذي وصل إليه البطل إبراهيم العنزي يحتمل صبره وصبر الكرسي المتحرك الذي لم يعقه عن خدمة رياضة وطنه. ـ بالأمس الأول كنت ضيفا على برنامج كورة مع الزميلين تركي العجمة وعبدالله الفرج لكنني على غير المعتاد خرجت من هذا البرنامج محاطا بالألم والحزن والمعاناة بعد ان كشفت لنا مداخلة البطل إبراهيم العنزي بعضا مما آلت اليه أوضاعنا الرياضية. ـ أي عقل هذا الذي يمكن له ان يقبل بما يسمعه من العنزي هذا البطل الذي تحدث عن مكافأة (50) ريالا مع ان هذا الرقم لا يكفي لإحضار وجبة (الهامبورجر). ـ بطل تحدى إعاقته على كرسي متحرك وقدم ميداليات ذهبية لرياضة الوطن وفي الأخير يتم استدعاؤه لكي يستلم خمسين ريالا ويدفعها على ما يبدو لسائق (الليموزين) الذي أوصله. - ما حدث ويحدث تجاه هؤلاء المغيبين عن الإعلام الرياضي وبالتحديد في ألعابنا المختلفة كارثة وإن قلت وصمة عار فالعار بعينه ان نستخسر او نتجاهل تكريم من يحقق منجزا وطنيا على غرار ما تحدث به هذا البطل الشاب الذي قال ما في نفسه وغادر دون أن يطلب أو يرفع صوته العالي وكأنه بذلك يقدم الموضوع صورة مع التحية لمن يهمهم أمر الرياضة وأبطالها. ـ المؤسف ونحن نستمع اليوم لحديث البطل إبراهيم العنزي لا نزال نقف على تربة الأسئلة المحزنة والمؤلمة تلك الأسئلة التي أرغمت صوت هذا البطل وأمثاله لكي يبحث عن مخرج يقود معاناة ما تعيشه تلك الألعاب والنجوم والأبطال إلى حيث المسؤولين عن الرياضة الذين نسمع وعودهم لكننا في بداية الأمر ونهايته لا نرى سوى العكس أعني العكس الذي دائما ما يأتي إلينا بأرقام الإخفاق والإخفاق فقط. ـ يجب ان تحظى قضية اللاعب البطل إبراهيم العنزي وملفها الكبير بنوع من الاهتمام والمحاسبة تجاه كل من تسبب في فضيحة (الخمسين) ريالا أما إن صمتوا عليها فهذا دليل آخر قد يكشف المزيد من التفاصيل عن واقع رياضي يدار ولكن بالعشوائية. - شخصيا وبعد أن استمعت لما قاله العنزي أعلنت على الهواء مباشرة استعدادي لتقديم مكافأة (عشرة آلاف) ريال إذا كان المعنيون بشؤون الرياضة عاجزين عن تقديم أكثر من (50) ريالا لبطل تحدى إعاقته وظروفه حتى نجح في تقديم منجز وطني يستحق عليه التقدير والثناء والتكريم وسلامتكم.