|




علي الزهراني
ثقافة دكة الاحتياط
2012-03-14

أحياناً تصبح دكة الاحتياط مقبرة للاعب كرة القدم كما أنها في ذات السياق قد تصبح العلاج، فهي إما أن تصنع النجم وإما على العكس تعجل بنهايته ورحيله سريعا من ملاعب كرة القدم. ـ هذه الدكة يراها نجوم كرة القدم مملة محزنة بل إنهم يتعاملون معها على أنها قمة الإحباط لكنها وبرغم سواد النظرة القاتمة لا يمكن لها أن تعطل مسيرة أي نجم وإن قدر لهذه المسيرة وإن تعطلت في مرحلة فاللاعب الذكي قادر على أن يجعلها بداية نجاح تعيده إلى قائمة النجوم. ـ اللاعب الذي يحمل القدر الكافي من الذكاء هو من يملك فرصة الاستفادة من فترة جلوسه على دكة الاحتياط أما نقيض هذا الذكي فأي خيار سيبقى على الهامش ولن يصبح مفيداً في مسيرة البحث عن مكان له بين من يتنافس بموهبته الفذة على القمة. ـ محلياً أحمد الصويلح في الهلال وأحمد درويش في الأهلي نجدهما بمثابة النموذج الحي الذي يقص حقيقة الفارق بين اللاعب الذكي الطموح وبين اللاعب الذي يهزم تطلعات من يراهنون على موهبته من الوهلة الأولى لجلوسه على دكة الاحتياط . ـ هنالك أسماء ظلت حبيسة دكة الاحتياط لكنها حينما منحت الفرصة بالمشاركة سرعان ما ظهرت لنا في ثوب المبدع الذي يحول أنصاف الفرص الصعبة إلى غاية في التألق وقمة في الإبداع. ـ دكة الاحتياط التي أعادت لنا في السابق بعض النجوم إلى حيث واجهة الحضور المشرف نريدها أن تصبح درسا بليغ المعنى لكل لاعب كرة طموح حتى ينجح في بناء مستقبله الكروي، فالنجوم الذين يقبعون على دكة الاحتياط ليس بالشرط أن يكونوا أقل عن البقية في إمكانياتهم ولكن ربما هي الظروف التي أرغمت المدرب والإدارة الفنية في أي فريق لاعتماد مثل هذا الأسلوب كقرار تعديل سلوك الغاية من تطبيقه الحفاظ على هؤلاء حتى لا يقعوا في شرك أخطائهم فتنضب مواهبهم وتتلاشى وتنتهي إلى غير رجعة. ـ كرة القدم قبل أن تكون موهبة ومهارة وعمل هي في المقام الأول والأخير ثقافة وأي لاعب يمتلك ويملك ثقافتها الصحيحة سينجح في تطوير إمكاناته حتى ولو أرغمته الظروف في أن يبقى طويلا على هذه الدكة المملة لسنوات وليس لأيام . ـ بالطبع ليست القضية مرتبطة ارتباطاً كلياً باللاعب بل هي مرتطبة أكثر بدور الأجهزة الإدارية التي هي المعنية أكثر بترسيخ مثل هذه الثقافة أعني ثقافة استيعاب دكة الاحتياط ودورها وتأثيرها فهذه الأجهزة عليها مسؤولية كبيرة في تنوير اللاعبين لكي لا يصلوا من خلال جلوسهم على دكة الاحتياط إلى أعلى سلم من درجة الإحباط وبالتالي تخسرهم الأندية وميادين كرة القدم في وقت هم في أمس الحاجة لمن يدعمهم فكرياً قبل تلك الأمور الأخرى المرهونة بالمدربين. ـ في قناتنا الرياضية ما يدور تحت مكاتب المدير ونائبه وخاصة في عملية اختيار الضيوف للبرامج الحوارية اليومية بات حديثاً يتداوله المجتمع لهذا وجب التصحيح مع أن التصحيح الحقيقي لايزال على طاولة الأمير الرائع وعراب الإعلام الحديث الأمير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز، هذا المسؤول الذي أجزم بأنه لن يقبل بمثل هكذا أسلوب.. وسلامتكم.