علي الزهراني
في الصميم ـ المختلفون عبثوا بالوحدة
2012-03-01

ـ طموحاتها -الأندية- تتفاوت من مناسبة إلى أختها ومن عام إلى أخيه، فهناك ناد يبحث عن البطولات وآخر هنالك يبحث عن تكملة العدد.. أما الحديث عن وضع الوحدة العام بين هذا وذاك فلا يزال وضعاً عاماً يكرر ذاته ما بين وهم الوعود وغم الخلافات التي غربلت واقع هذا الفريق وغربلت استقراره. ـ فمنذ رحيل حاتم عبدالسلام والكعكي والتونسي وإلى هذه المرحلة التي يتربع من خلالها علي داوود هرم التجديد والوحدة يعيش بين كماشتين.. كماشة إدارة مجتهدة وكماشة أعضاء شرف مهما تكاثرت أعدادهم إلا أنهم بالنسبة للفعل المثمر مجرد صفر على الشمال. ـ معاناة الوحدة قد لا تكون الأولى التي تظهر على سطح المشهد الرياضي لكنها ظاهرة استثناء تستوجب علينا مناقشتها حتى لا تمتد إلى البقية. ـ أكثر من خمس سنوات الوحدة يدار مرة بالتكليف وتارة بالعشوائية، وإن سألت عن هذا الحال وكيف فرض علينا واقعه المرير لن تجد من الأجوبة أكثر من إدانة هؤلاء الذين أزعجوا الإعلام بالتصريحات والوعود، فيما هم بلغة التقييم أقل بكثير من أن يكون لهم دور في أروقة هذا الكيان المكاوي الحبيب. ـ ماذا يمكن لإدارة الإعلامي والرياضي علي داوود أن تفعله في خضم كل هذا العبث الذي بات يسير الوحدة؟ ـ علامة الاستفهام التي تذيل هذا التساؤل ومثيله ستبقى بمثابة الجدار العازل الذي يمنع حضور الإجابة الواقعية التي تهم كل الوحداويين من أعلى قامة إلى أن تصل إلى أصغر مشجع، طالما أن الكل يرسم لنفسه ولنجوميته وليس للوحدة واستقراره. ـ مشكلة الوحداويين ليست عصية الحل كما أنها ليست من المعجزات، لكنهم أيّ هؤلاء الذاتيون يريدونها هكذا مجرد تسلية وأضواء وكلام يتلاشى مع الريح دونما فائدة. ـ فريق الوحدة هبط إلى الدرجة الأولى فتعثرت كل طموحات محبية لدرجة يبدو معها بأن التأهل والعودة إلى دوري الكبار بات مستعصياً، ففي سياق البحث في أوراق الفرسان اليوم لم نجد من كل تلك المحاولات سوى المزيد من الإحباط كون المتنازعين لا تهمهم مصلحة الوحدة بالقدر الذي تهمهم فيه وسائل الإعلام وكيف يستمرون فيها. ـ رفقاً بحال هذا الكيان.. رفقاً بتاريخه.. رفقاً بجماهيريته أقول رفقاً بحال الوحدة ومن ينتمي لها، في حين الذين تحولوا إلى فريقين، واحد يرسم الضد والآخر يرسّخ الخلاف فلابد وأن يجمعهم صوت عاقل يحضر ليجمع المتناقضات ويذيب الخلافات، وكل ذلك في قالب الحرص على هذا الكيان ومستقبله. ـ علي داوود مجتهد، بل هو في قائمة الغيورين على كيان الوحدة، لكن وبرغم اتفاقنا على ما يملكه هذا الرياضي الواعي إلا أننا قد نتفق أكثر حول تلك الحقيقة التي تشير دائماً إلى أن اليد الوحيدة لا تجيد التصفيق، ولهذا وجب أن تتضافر جهود المهتمين بالشأن الوحداوي وبالتحديد كبار أعضاء شرفه حتى يستطيعوا أن يعدلوا مسار فريقهم الذي يجد اليوم صعوبة حقيقية في مسيرته نحو العودة إلى مكانه المعهود، فهل يسمعني من أعنيهم أم أن المكابرة والعناد وصيغة الخلاف ستبقى هي العنوان العريض الذي تحكي تفاصيله المؤلمة بداية الاتجاه إلى الهاوية. وسلامتكم،،،