|




علي الزهراني
التعصب القاتل
2012-01-30
الانتماء للنادي مع العاطفة الجياشة تأخذنا صوتا وصورة إلى مسافات عالية من التعصب.. في الزوايا.. في البرنامج.. في المدرجات وحتى في هذا المجلس أو ذاك قد لا ينفض الحديث إلا بصيحات خلاف بعضه يؤدي إلى الشتم وبعضه الآخر يصل مداه إلى عراك الأيادي وعلى طريقة أبطال الحلبات الفولاذية.
ـ نرفض الهزيمة ونرفض حقوق المنافسين وكل شيء يخالف توجهاتنا في الانتماء سرعان ما تصبح صورته صورة مشوهة الملامح حتى ولو كانت هذه الصورة آية من آيات الجمال.
ـ قضيتنا مع التعصب قضية مستمرة فهي أشبه بالمرض المزمن الذي استعصى على الأطباء علاجه فلا هي المسكنات قدمت المنفعة ولاهي الحلول أنهت المشكلة ليستمر حال اليوم كحال الأمس متعصب يهزم المنطق ويدهس الحق ويتنافس مع مثيله .
ـ عام ينتهي وآخر يبدأ فيما الثابت أن أرقام المتعصبين في أوساطنا الرياضية لا زالت تتضاعف مثلما يتضاعف رصيد المضارب المحترف في البورصة.
ـ الجميل في الرياضة أن يكون لك فريق تحبه ورائع في هذا المجال أن يصبح لك كيانا تعشقه أما الأجمل والأروع فهو أن تكون مثالياً تحب وتنتمي ولكن في حدود معينة لا تتجاوز خطها الأحمر فترمي بالروح الرياضية مع الأخلاق عرض الحائط فقط من أجل أن تثبت لمن هم حولك وحواليك بأنك الوفي المخلص أو ذاك الذي يلبس رداء الوصاية.
ـ فالرياضة قبل أن تكون منافسة على الميدان هي مبدأ للألفة ومبدأ للأخلاق ومبدأ بقبول الآخر.
ـ لن استند على ما قيل وكتب لكنني في ذات السياق أتمني مع عقلاء هذا الوسط الجميل أن نعيد حساباتنا عندما نكتب وعندما نتحدث، ففي مثل هذه الخطوة قد نجد بعضاً من بصيص الأمل الذي يوجد الحلول المستعصية لداء التعصب الذي لا زال يؤرق مضاجعنا.
- أقول أتمني في أن نعيد حساباتنا مع أن هذه الأمنية في زمن كثرة المصابين بداء التعصب ستبدو مستعصية بل أنها كذلك قد تبدو مستحلية على اعتبار أن الذين يبحثون عن الأضواء وضجيج الناس لم يتجاوزوا بعد دائرة تزييف الوقائع وتشويهه هكذا لمجرد البحث عن الصخب .
- وبعيدا عن هذا الجانب بودي أن أسأل هل ما يفعله محمد أبو سبعان من رفس وركل ودهس يمثل السلوك الرياضي المقبول ؟
- هذا اللاعب يمارس كرة القدم ولكن بطريقة المصارع لا بطريقة اللاعب الفنان وإذا لم يردع بقرارات الانضباط فمن المؤكد انه سيكون سببا رئيسيا في نحر الأخلاق الرياضية وتهشيم عظام النجوم الموهوبين .
- قاتل الله الخشونة .. كم هي مؤلمة فهي بحق الوجه المشين في لعبة كرة القدم.
- لجنة الانضباط عليها مسؤولية جسيمة في التصدي لمثل هذه الممارسات حتى لا تتكرر ولكي لا تصبح المرفوض المألوف .
- أقول على لجنة الانضباط تقع المسؤولية مع أنني لا زلت على ذات قناعتي بأن القرارات الاجتهادية ستبقى معضلة من معضلات الرياضة .
- تعرفنا على الثنائي الذي سيخوض نهائي كأس ولي العهد وبالتالي سيكون لي مع هذا التأهل والفائزين ببطاقته كلاما جميلا تستحقه مساحة الغد ..
وسلامتكم.