علي الزهراني
مواهب المستقبل
2012-01-26
ثمة أندية لا تزال تركز جل التركيز على الحلول المؤقتة، فيما على النقيض هناك أخرى تعمل وتعمل وتعمل وفي الأخير تخرج، وبين أوراقها نتاج مثمر لا يرتبط بمرحلة وقتية تنتهي بنهاية عقد هذا اللاعب أو ذاك بقدر ما ترتبط ببناء مستقبل يؤسس على الديمومة والاستمرارية والبقاء.
ـ أندية تهدر أموالها من أجل لاعب محترف وأندية أخرى تبالغ في عملية استقطاب المدربين، أما الثالثة فبرغم أنها تسير في ذات الإطار إلا أنها لم تغفل أهمية المواهب وصناعتها والاعتماد عليها كخيار يفوق كل الخيارات وبالتالي ها هي اليوم حاضرة في قائمة النجاح.
ـ في كرة القدم من المهم إلى الأهم أن يكون للاعب الأجنبي حضور وتواجد، لكن الاكتفاء بهذا الأجنبي والقفز على مدارس النشء ومواهبها يمثل السقطة الكبيرة لأيّ ناد، وبالتالي فالعمل أيّ عمل يقتصر على الأولى ويتجاهل الثانية سرعان ما يصبح في سياق هذا المفهوم عملاً مبتوراً غير منتج، بل إنه كذلك سيبقى عملاً هامشياً لا يسمن ولا يغني من جوع.
ـ بالأمس توقفت على حدود هذه الحقيقة، وأنا أرى الأهلي يبدع في تخريج مواهبة لميادين الإبداع مثلما هو الحال عند الهلال الذي هو الآخر جاء إلى أنظارنا ليقدم لنا مجموعة شابة نالت كل الإعجاب وأكدت بأن مؤشرات مستقبل هذا الأزرق توحي للقريب والبعيد بالمزيد المزيد من البطولات.
ـ هنا تحديداً يكمن الفارق بين أندية ركزت على جلب اللاعب الأجنبي فقط وبين أخرى دمجت بين الحالتين حالة اللاعب الأجنبي الجيد والمفيد وحالة المواهب الشابة المؤهلة التي تم صقل إمكاناتها فكسبت كل الجولات وتميزت ليس أمام أنصارها فحسب، بل أمام كل الكل.
ـ ياسر الفهمي.. محمد آل فتيل.. هتان معتوق والمغربي والفارسي مع سالم الدوسري وسلطان البيشي وسلمان الفرج مع قادمون في قائمة فارس الدهناء جميعهم أسماء فنية أثبتت بأن قاعدة الاهتمام بالمدارس السنية هي أهم وأبلغ أثراً من أي مسكن قد تنهجه الأندية لا سيما في هذه المرحلة التي أثبتت معطياتها بأن موهبة شابة مؤهلة أهم من أخرى منتجة لكنها مؤقتة تنتهي بنهاية عامها الأول.
ـ ركزوا على المواهب وابنوا للمستقبل ولا تبالغوا كثيراً في الصفقات الوقتية ذلك هو ما تحتاجه الأندية وذلك هو من يحقق النتائج المرجوة لها.
ـ رباعية الهلال التي هزت شباك النصر ليست بغريبة.
ـ فالإبداع في معناه الصحيح بصمة هلالية غير قابلة للتقليد.
ـ غاب الهرماش وغاب العربي وغاب الفريدي، لكن وبرغم كل هذا حضر الهلال بمن يمثله، حضر بسالم الدوسري وأبدع بالشلهوب وتألق بمدرجات لم تراهن على زعيمها من فراغ.
ـ الهلال ببساطة مدرسة إبداعية من يبحث عن وهج البطولات ما عليه إلا أن يجلس في فصولها ليتعلم.
ـ أما النصر فلم يكن بالإمكان أفضل مما كان.
ـ النصر يحتاج الكثير فنياً وإدارياً ومعنوياً وحتى إعلامياً. وسلامتكم،،،