علي الزهراني
دول ينحر الهلال
2011-12-28
يمثل المدرب أي مدرب في منظومة العمل دورا مؤثرا في تحقيق النتاج سواء كان هذا النتاج إيجابيا أم العكس، فالمدرب الناجح هو من يحدد كل الاتجاهات بفكره.. بأسلوبه وإن قلت بخطته فخطة أي مدرب هي المعيار الذي يمكن الاستناد عليه للحكم على هذا المدرب أو ذاك.
ـ توماس دول مدرب زج به القدر ليكون في عمق منظومة من يعمل اليوم في الهلال حضر إلى الرياض ولكن بأوراق لم ترق إلى تلك التي كانت حاضرة مع كوزمين أو جريتس وبالتالي ها هو الهلال مع دول يسير دونما تشعر بأنه قادر على أن يكمل مشوار تفوقه، صحيح أنه يكسب وصحيح أنه لا يزال في مقدمة الترتيب وصحيح أنه لم يفقد وهج البطل لكنه حتماً سيفقدها إذا ما استمر هذا الكوتش في عشوائيته.
ـ أمام الفتح كاد الهلال أن يخسر وأمام نجران كاد الهلال أن يفقد النقاط الثلاث على أرضه وبين جمهوره العريض لم يستطع ذات الفريق المحافظة على تفوقه أمام الاتحاد ليخرج متعادلاً والسبب في كل هذا وذاك يكمن في أن من يتربع على مسؤولية القرار الفني الأول فيه مدرب اسمه توماس دول.
ـ الهلال لا يمكن مقارنته مع البقية لا من حيث حجم المصروف عليه ولا من حيث الفكر الإداري المحيط به ولا حتى من حيث زخم المواهب في قائمته لكن وبرغم كل هذه الأفضليات إلا أن وظيفة المدرب البارع في أروقته لا تزال وظيفة شاغرة ولم يستطع توماس دول أن يقدم لنا ما يؤكد بأنه الشخص المناسب الذي اختير ليكون في المكان المناسب.
ـ لا أملك الحق في أن أكون صاحب قرار نافذ لكنني أملك الحق في أن أشير بالسبابة إلى أن الخلل الذي يحيط بالهلال ليس في شح الموهبة ولا في قدرة الفريق كفريق على احتواء القمة بل إن الخلل كل الخلل يكمن أولاً وأخيراً في هذا الكوتش الذي يقود الزعيم ولكن إلى الهاوية.
ـ ولكي أكتفي بهذا الحد عن دول وما يفعله مع الهلال أقول ما تنتجه المدرجات قد لا يكون إفرازا كاملا يحكي ثقافة المجتمع إلا أنه بالتأكيد جزء مهم في قالبها.
ـ كرة القدم لعبة جميلة إذا ما اتسمت بالروح الرياضية أما العكس فهذه اللعبة ستفقد رونقها وجمالها طالما أن الذي يخرج من المدرجات لا يختلف عما كان عليه العرب في زمن الجاهلية.
ـ السلوك المشين الذي يهزم الأخلاق لا يمكن القبول به بل إن هذا السلوك ومن يسعى لممارسته يجب أن يردع حتى لا يصبح هذا السلوك مألوفاً تحفظه أجيالنا اليوم وتتباهى به غدا.
ـ عندما تعالت الأصوات صوب ياسر القحطاني لم أجد من ينبس ببنت شفة.
ـ هؤلاء الذين يتباكون اليوم على المشين من التصرف هم من ابتهج في السابق كما هم من رحب بالهتافات المخلة تجاه لاعب منتخب قبل أن يصبح لاعب ناد.
ـ هؤلاء هم من نكسات الإعلام، بل هم من ركائز الانحطاط فيه.. وسلامتكم.