علي الزهراني
الغراب والتماسيح
2011-12-01
ـ علاقة الأهلي بالاتحاد علاقة منافسة محمودة، جغرافيتها لا تقتصر على حدود الميدان بل تمتد إلى اتجاهات هي أبعد بكثير من نطاق المحلية.
ـ فمنذ عقود وعلى امتداد تاريخ كرة القدم الطويل ونحن مع هذه العلاقة نواصل الركض صوب تلك المدرجات التي تضيف للجمال جمالاً آخر فيه من معاني رقي الأهلي وعراقة الاتحاد ما يكفي ليكون القصة، وكل الحكاية عن هذا الثنائي الكبير الذي حاضره اليوم كما كان حاضره بالأمس من ثوابت رقي كرة القدم السعودية إن لم يكن بالفعل عمودها الفقري.
ـ الليلة هي ليلة بحر وبرد، والليلة هي مهمة تأكيد ومهمة تصحيح ومهمة أخرى لأشياء هي معنية بالجمهور وبحواري العروس وشوارعها ومجالس أهلها الطيبين.
ـ فنياً لا يمكن التكهن المسبق بالنتيجة التي ستؤول إليها المواجهة، ذلك أن مواجهات الديربي لها خصوصية فنية ومعنوية وإعلامية وجماهيرية تختلف عن أيّ مواجهات أخرى وأيّ رأي يخالف هذه الحقيقة فهو رأي مغامر لا رأي ناقد.
ـ الأهلي كبير والاتحاد عملاق، وإذا ما فاز الكبير على العملاق ففي هذه الحالة لن تختل المعادلة ولن تتبدل بقدر ما تصبح أكثر تماسكاً وأكثر منطقية، والعكس قد يبدو كذلك صحيحاً.
ـ الأهلي يبحث عن تأكيد أفضليته والاتحاد يطمح في تعويض عثرته وما بين التأكيد وطموح التعويض نحن كرياضيين موعودون بنزال كروي تسوده مهارة النجم وروعة المدرجات وأهازيج تلك الجماهير التي هي الاستثناء السائد في رياضة كرة القدم السعودية فعلاً وتأثيراً.
ـ غادر ديمتري ومنح الاتحاديين لاعبهم السابق عبدالله غراب ذات المهمة، وكل ذلك بغية الخروج من لقاء هذا المساء بنتاج إيجابي يعيد للإتي استقراره وتوازه.
ـ هذه القرارات الاتحادية التي تركزت على المدرب وصرف رواتب اللاعبين وشحذ هممهم يجب أن يقف عندها الأهلي كثيراً أقول يجب على الأهلي الوقوف على ذلك على اعتبار أن الاتحاد الذي سيجابهه اليوم ليس هو ذات الاتحاد الذي خسر من الفتح وتعادل مع نجران، وإنما اتحاد مغاير ومختلف، قد لا يكون بذاك الذي عرفناه قبل سنوات مضت لكنه حتماً سيكون شبيهه ولو حتى مؤقتاً أمام الأهلي.
ـ لا أعلم كيف ستأتي معطيات المباراة لكنني أعلم بأن وسيلة الفوز والانتصار تكمن في الروح.
ـ من يمتلك الروح قبل الخطة والتكتيك سيكون الأقرب للفوز.
ـ لاعبو الأهلي مطالبون بضرورة تقديم المستوى الذي يكلل بنتيجة مقبولة، ذلك أن هذه المهمة تعد اختباراً ثانياً يقيس قوة الفريق ويقيس مقدرته بالاستمرارية في دائرة المنافسة على لقب الدوري.. فموعد مواجهة الهلال ها هي مواجهة الاتحاد دنت فهل تفرح جدة بكبيرها أم أن الفرح سيذهب لعملاقها؟.
ـ أسئلة وتساؤلات تطرح قبل اللقاء.. أما الإجابة على هذه الأسئلة والتساؤلات فهي مرهونة بمدى ما يقدمه النجوم لا سيما من قبل التماسيح الذين سيحاولون تكرار ما فعلوه في نهائي كأس خادم الحرمين للأبطال ولكن هذه المرة من أمام الغراب.
ـ عموماً نتمنى لقاء كبار يرتسم بالأداء الفني العالي وبالروح الرياضية.. وبالتوفيق للأهلي ونجومه وللاتحاد ومدربه؛ وسلامتكم.