علي الزهراني
أين هؤلاء؟
2011-11-18
بدر الخميس.. حمد الحمد.. منصور الحربي.. ياسر الشهراني وبقية مع هؤلاء أبدعت وبرهنت بنجوميتها قدرة تمثيل المنتخب إلا أنها في نهاية المطاف لا تزال بعيدة كل البعد عن آلية اختيار ظلت رهينة الهلال والاتحاد والأهلي والشباب.
ـ أتفق ولن أختلف على أن لكل مدرب أسلوبه وطريقته وقناعته لكن وبرغم هذا الاتفاق الذي نقبله ولا نرفضه ستبقى حظوظ المنتخب السعودي في منهجية التطور ناقصة ومشلولة طالما استمرت عملية الاختيار على غرار ما نراه اليوم تركيز على الأندية الكبيرة وتجاهل تام لمثل تلك الأسماء التي سقطت إما سهوا وإما عمدا عن قائمة ريكارد.
ـ الكرة السعودية عبر تاريخها الطويل لم تشهد شح المواهب ولا نضوبها، لكن المشكلة ليست في المواهب بقدر ما تكمن المشكلة برمتها في إستراتيجية اختيار هي اليوم وليس الأمس مرهونة بالأندية الكبيرة ما عدا ذلك فأي نجم لن يجد له موقعاً من الإعراب في صفوف الأخضر إلا حينما يرتدي شعار الهلال والأهلي والشباب والاتحاد.
ـ خسرنا كأس الأمم الآسيوية وعندما طرح الإعلام أسئلته لماذا خسرنا وكيف قالوا (الجود من الموجود)، وأخفقنا في بلوغ نهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا وحينما سارع الإعلام بكل وسائله في تكرار ذات الأسئلة تجاوزوا عن السؤال والسؤال إلى حيث هوامش الوعود وها هي الصورة تستعيد بريقها في هذه المرحلة فيما الأسماء هي نفس الأسماء والفكر نفس الفكر والتخطيط نفس التخطيط، ولهذا من حق الجمهور الرياضي بكافة شرائحه أن يكون محبطاً من واقع لم يتبدل ومن آلية اختيار ركزت جل الاهتمام في كبار الأندية وتناست في مقابل ذلك مثل هؤلاء النجوم الذين أجزم على أنه ومتى ما سنحت لهم الفرصة كاملة فهم من خلال الفرصة الممنوحة سيمارسون على الميدان ما يفوق نجومية من خذلونا.
ـ بعيدا عما سوف تؤول إليه مواجهتنا المقبلة مع أستراليا وبعيدا عن التأهل والوصول للبرازيل المنتخب يحتاج لرؤية فنية وإدارية مغايرة عن تلك التي أصابتنا بالملل، رؤية تستهدف وضع النجم المناسب في المركز المناسب وعندما أركز على النجم المناسب فهذا تأكيد على أنه ليس بالشرط أن يكون هلاليا أو اتحاديا أو أهلاويا أو شبابيا، فالمهم والأهم هو أن يكون ميزان الاختيار شموليا ومنصفاً وكفته لا تنحاز إلا لمن يستحق ارتداء شعار الأخضر بنجوميته لا بنجومية النادي الذي يمثله.
ـ زمن المنتخب الجميل بطولاته صنعت بأقدام شائع النفيسة وناصر المنصور وسمير عبدالشكور، ذلك أن الاختيار في ذاك الزمن لم يكن مرهوناً بالكبار، بل على العكس كان الاختيار صحيحا وصائبا ومفيدا في نفس الوقت فلماذا لا نستفيد؟
ـ أسأل في زحمة صفوف المحبطين اليوم، ومع السؤال نحن ندرك تمام الإدراك أن أي عملية تختص ببناء المنتخب عملية سهلة وليست معقدة لكنها تحتاج لمن يجيدها ومن يجيدها حتى اللحظة هو في غياهب المجهول.
ـ ختاماً بالتوفيق للأخضر في جولته الأخيرة التي نحلم ونتمنى ونتطلع في أن تأتي إلينا بما يتوازى مع أحلامنا... وسلامتكم.