علي الزهراني
لاتجعلوا الإعلام خصمكم
2011-10-13
نختلف في الرأي وحوله، بل إن حجم هذا الاختلاف يصل في الغالب إلى درجة الانتقام من كل ما هو جميل في الرياضة.
ـ فالبعض قد لايجد له في مساحة الإعلام موقعا يضخم من خلاله ذاته إلا حينما يتعلق الأمر بتهميش حق هذا الناجح إما عبر سطر مكتوب وإما وفق عبارات شتائمية يسايره الاعتقاد بأنه لن يحقق مراد الأستاذية إلا حينما يلامس بالرأي المخالف عقول تلك الفئة التي لاتروق لها الرياضة إلا بالشتم والسب وتقريع العمل أي عمل هكذا لمجرد التقريع.
ـ هذا الواقع المؤلم هو من أسهم كثيرا في إبراز ملامح الإحباط في النادي.. في المدرجات.. في اللجان.. وحتى إن قلت في المدرجات فالمدرجات بكل قاطنيها باتت الانعكاس الصحيح لسلوكيات بعض ممن استهوى الخروج عن النص.. نص المقبول في هوية النقد وطبيعته.
ـ معلوم بأن هذه الحالة التي برزت وتفاقمت حدتها منذ سنوات معضلة، لكنها في المقابل لايمكن لها أن تحكي حقيقة الإعلام الرياضي ودوره وأهميته في تركيبة الرياضة السعودية، وبالتالي فمع كامل الاحترام لتصريحات الأمير نواف بن فيصل التي أفصح عنها حول الإعلام إلا أنني أرى كما يرى الكثيرون معي أهمية استقلالية الإعلام واستقلالية المطروح فيه، طالما أن حق الحرية وسقفها مشرع لكل من يرغب أو يطمح أو يريد أن يقول ما يراه تجاه الرياضة سواء أكان هذا الرأي سالبا في معناه أم إيجابا في مضمونه، ذلك أن هذه الاستقلالية هي من سيكون لها دور مهم في التحفيز، على الأقل التحفيز لمعرفة بعض نواقص القصور في منظومة العمل والسعي بالتالي تحسين صورتها وإذابة كل ترسبات الأخطاء فيها.
ـ الإعلام شريك للرياضة، والرياضة ستبقى دون هذا الإعلام بلا معنى، وإذا ما اتخذ اتحانا الموقر كل ما يطرح على وسائله بنوع من الحساسية أو سعى جاهدا لوضعه في دائرة الخصم، فهنا المشكلة ستتفاقم لاسيما إذا ما أخذنا بعين الاعتبار حقيقة تلك الوسائل الأخرى في المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعية التي أصبحت في مرحلة اليوم بمثابة المتنفس الأهم لكل الشرائح.
ـ شخصيا كنت أتمنى من الأمير نواف بن فيصل أن يبادر في الإسراع إلى بناء جدار من الثقة بين الطرفين، طرف الإعلام وطرف الاتحاد.ز أعني الاتحاد السعودي لكرة القدم، لأن هذه المبادرة التي تأتي من أعلى قائد في تركيبة الهرم المسئول سيكون لها وقعها وسيتفاعل معها الإعلام سريعا، وسنبدأ في رؤية مغايرة عنوانها الاتزان سواء في البرامج الحوارية أم سواء فيما تدونه الأقلام عبر مساحاتها.
ـ أما عن مهمة تايلاند، فالأخضر نعم لم يصل درجة الامتياز لكنه كان وعلى مدار الشوطين مقنعا.
ـ ظهر الحماس وارتفع المعدل المعني بالروح والثقة، ولو كان الهجوم حاضرا في يومه لعدنا بالنقاط الثلاث وليس التعادل.
ـ هذا اللقاء الذي آلت نتيجته إلى تعادل سالب هو من سيقودنا إلى التأهل، أقول ذلك بعد أن ظهر جميع اللاعبين في مشهد التحدي والإصرار والرغبة في تعويض الماضي بحاضر يعيد لنا الهيبة.. وسلامتكم.