علي الزهراني
ما بعد الهزيمة
2011-09-09
خسرنا من أستراليا لكننا بمنظور كل الحسابات لم نخسر الحرب، أعني الحرب المشروعة على تلك البطاقة التي يتنافس معنا عليها تايلاند وعُمان إذا ما اعتبرنا الأولى ملكاً للأستراليين قياساً بالنتيجة التي دونوها ونالوا على غرارها صدارة المجموعة.
ـ فهناك أربع مواجهات وأكثر من عشر نقاط متى ما استطاع الأخضر تحقيقها بالفوز فلربما تغيرت لهجة الاستهجان التي نسمعها اليوم عبر الفضاء إلى لهجة أخرى عنوانها الفرح والتفاؤل والابتهاج بمنتخب ياما عودنا منذ عقود مضت على نيل غاياته من عمق كل الصعاب التي تعتري مشواره.
ـ لم نتوقع أن يخسر الطير السعودي الحر بالثلاثة، لكننا برغم ذلك يجب أن نتعاطى مع المرحلة على أنها مرحلة القادم التي تحتاج لمن يدعم ويساند ويؤازر اللاعبين لعل وعسى أن يذيبوا صدمة تلك الخسارة الكبيرة في بوتقة التعويض وأي تعويض يتحقق أمام تايلاند أجزم على أنه سيصبح البداية التي ينطلق من خلالها نجوم الأخضر إلى استعادة توازنهم ومن ثم الاستمرارية في دائرة المرشحين لما هو أبعد من الدور الثالث من هذه التصفيات.
ـ نعم كان الإعلام قاسياً على اللاعبين ومن حق الإعلام السعودي أن يكون قاسياً طالما أن هؤلاء الأحباب لم يقدموا في مواجهة الدمام ما يشفع لهم بتحقيق ولو حتى التعادل، أقول من حق الإعلام أن يعتب لكن هذا العتب مهما كانت أبعاده أو مسبباته يجب أن يتوقف قليلا كون حساسية الوضع الراهن لا تحتمل المزيد ذلك أن المزيد من الانتقاد الحاد قد يجلب لنا وللمنتخب نتائج عكسية تؤثر بالسلب بل إنها قد تنسف المتبقي من طموح التأهل.
ـ الجميع معني بهذا الجانب الكاتب مع المحلل مع المعد مع المذيع ومع المسؤولين عن تلك الصحف الإلكترونية التي لا تزال تشطح دونما حسيب أو رقيب، فهل من مستمع؟ أتمنى ومع التمنى علينا الاقتناع بأننا في مرحلة بناء والبناء يحتاج للوقت.
ـ قناعتي بأن كثرة المسابقات هي من شوهت صورة المنتخب السعودي قناعة لم تتغير بل إنني أجزم أنها أم المشكلات التي تعتري مستقبل الكرة لدينا.
ـ كل تلك الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا قلة المسابقات، أما اليوم فالكثرة وليس القلة هي من كان لها الأثر الأكبر في تغريب ملامح الكرة السعودية بل وتشويه جمالها.
ـ يعجبني في الأهلي أنه يتعامل مع وضعية الفريق الأول بهدوء، فالمعنيون بصناعة القرار فيه لا يكترثون بما يمكن أن يسلطه الإعلام بقدر ما يكترثون بأهمية تنفيذ إستراتيجية بناء فريق يستطيع أن يصبح مع الأعوام القادمة منافساً ومنافساً بقوة على الدوري.
ـ الأهلي يا سادة يا كرام مختلف وسر اختلافه عن البقية يكمن في هذا النهج الأخاذ الذي دائماً ما يكسب... وسلامتكم.