|




علي الزهراني
كبوة جواد يا كبير
2010-10-22
لست ممن يقيس الأشياء بعواطفه، بل إنني أرفض دائما أن يكون النقد مرهوناً بهذه العواطف أو أسيراً لمضامينها لقناعتي التامة بأن تشخيص أي عمل لابد وأن يستند على المنطق كون المنطق وليس العاطفة هو في الأول والأخير من يمكن له أن يقدم الرؤية الصحيحة والرأي الصائب.
- بالأمس لم يكن الهلال الذي نعرفه حاضراً لا بمستوياته ولا بخطورته ولا حتى بروح لاعبيه ففي موقعة الرياض حضر الضيف وغاب المضيف وبالتالي ليس عيباً أن نقول إن اللاعبين وليس سواهم هم من قدموا تصبح هلالية.
- قد نتفق مع وقع الخسارة كما قد نختلف لكن وبرغم هذا هناك حقيقة يجب أن يدركها الهلاليون قبل غيرهم والحقيقة التي أعنيها هي تلك التي تؤكد أن فريقهم بطل حتى وإن غادر الآسيوية.
- فالهلال لم يصل حد الكارثة وهزيمته من ذوب أهن الإيراني ليست مصيبة وإنما هي خسارة عابرة تحدث لأكبر المنتخبات قبل أن تحدث للأندية، فلم الغضب مع أن الغضب لا يليق بفريق حاز على نجومية الموسم الماضي فنيا ونتائجيا وإداريا وإن قلت بطولياً فيكفي لإنصاف هذه الحقيقة أن الهلال الذي بناه الأمير عبدالرحمن بن مساعد وإدارته المحترمة كان الطرف الثابت في كل البطولات ولا يزال.
- هنا لن أمتهن أسلوب المبالغة في طرح المبررات كما أنني أرفض أن أكون مداهنا أو صاحب رؤية تختص بالمجاملة فهنا فقط حضرت أدواتي مدعومة بأرقام لا تكذب والأرقام التي قدمت لنا الهلال بطلاً للدوري قبل أسابيع هو ذاته الذي فاز بكأس ولي العهد كما هو ذاته الذي نازل على كأس خادم الحرمين وكأس فيصل كما هو نفسه الذي استهل موسمه الحالي بثبات الأبطال كما هو الذي وصل إلى أن يكون من ضمن الأربعة الأبرز على مستوى أكبر القارات مؤكدا زعامته.
- إذا كان الهلال قد خسر وغادر الآسيوية فهذا ليس نهاية المطاف وإذا وقفت ظروف التحكيم في طهران لتصبح عائقاً حال دون تأهله فهذا ليس ذنب إدارته فلماذا نكابر كثيرا في ردة الفعل ونتجاهل قامة العمل وقامة نتائجه.
- أسأل عقلاء الهلال بعدما استمعت لمن يحاول أن يعكس رؤيته على وسائل الإعلام ولكن بعواطفه وليس بمنطقه من أجل البحث فقط عن نجومية الذات ونجومية الرأي المغالط الذي يعبث بذائقة الناس قبل أن يعبث بالحقائق.
- قمة المأساة أن تصادر كل تلك النجاحات التي فاز بها الهلال مع الأمير عبدالرحمن بن مساعد لمجرد خسارة عابرة وقمة الألم أن تصبح استقالة هذا الرئيس الخلوق والمثالي والمبدع في عمله لمجرد أن الحظ ولعنة التحكيم لعبت لعبتها أقول قمة المأساة وقمة الألم أن يبالغ الهلاليون في ردة الفعل كما أقول قمة الحزن والمعاناة ستبقى عبئا على فريقهم إن هم استمرؤوا فلسفة تجاهل العمل بذريعة خسارة حدثت للبرازيل والأرجنتين والبرشا والريال قبل أن تحدث للهلال.
- الهدوء مطلب والعقلانية ضرورة واستمرارية الأمير عبدالرحمن غاية وإذا ما خسر الفريق اليوم فغداً سيكسب المهم في إلغاء الذات كون الذات التي يحاول أن يرسمها البعض لن تجدي نفعاً في ظل هذا الجمهور الكبير الذي لم ولن تزده الخسارة أمام ذوب أهن الإيراني إلا تمسكاً وتلاحماً وعشقاً.
- أما عن الشباب فالذي أجمعنا عليه فإن فوساتي وليس اللاعبون هو من ساهم في الخروج الذي لم يكن مستحقاً لفريق خرج من الحدث محاطاً بالإعجاب.
- فوساتي لأنه كابر بإبقاء عبده عطيف بجواره ها هو اليوم يدفع ثمن مكابرته في وقت لم يعد فيه الندم يجدي نفعاً.. وسلامتكم.