|




علي الزهراني
لا تظلموا جيرتس
2010-10-01
لو وضعت أي تقييم للمدربين الذين توافدوا على ملاعبنا الرياضية فلن أخرج من هذا التقييم إلا بأوراق تنصف جيرتس وتنصف رقي فكره وتنصف نتائج لم تكن لتتحقق للهلال لولا أنه مدرب ومدرب من صفوة الكبار.
ـ جيرتس نجح مع مارسيليا الفرنسي في السابق وصادق على ذات النجاح مع الهلال حاليا ومن يقدم ذاته بهكذا شكل يستحق أن يتسيد ويتميز ويبرهن على أنه بالفعل وليس بالقول كبير والكبير في أي مهنة هو من يجبر الجميع على احترامه واحترام فكره قبل احترام منطقه واحترام تلك الأوراق المتعلقة بعمله.
ـ فمنذ أن تولى هذا المدرب مهمة الإشراف على تدريب الهلال لم نجد أمامنا إلا نتائج ترفع الرأس، فالهلال مع جيرتس فريق ظهر لنا بمواصفات الكبار أعني كبار الكرة في أوروبا وتلك الدول المتقدمة التي تميزت بالمستويات والنتائج والفكر الفني الذي يمتلكه إيريك جيرتس والذي أثمر وأنتج عن البطولات والبطولات بالمناسبة غاية لا يستطيع تحقيقها إلا من هم بحجم هذا المدرب الكبير الذي كان ولا يزال ثمرة من ثمرات المبدع الأنيق عبد الرحمن بن مساعد هذا الرياضي الذي صنع للهلال والهلاليين ما لم يستطع صناعته ألف رئيس.
ـ حقيقة تجلت في أعقاب الظروف التي أجبرت الروماني كوزمين على الرحيل ولو لم يكن وعي ورقي الأمير عبد الرحمن بن مساعد حاضرا لما كان البديل لهذا المدرب مؤهلا لقيادة دفة الفريق الهلالي الذي تضاعفت قوته وأضحى من ضمن قائمة تلك النخبة التي يشار إليها إعجابا بالإبهام والسبابة والبنصر وكل أصابع اليدين.
ـ جيرتس مدرب يمثل في قيمة المنتج والعطاء الاستثناء مع كل الاحترام لكل من تولى مهمة تدريب الهلال وعندما أقول ذلك ففي موسمين فقط ها هو جيرتس بخبرته ورقي فكره يقدم للأزرق الكثير يقدم البطولات ويقدم الريادة ويصر بوعي الكبار على أن يجعل من السيادة الآسيوية سيادة زرقاء هلالية محضة ليكمل بها نجاحات الماضي ويرسخ من خلالها روعة الحاضر ويثبت بها ومنها كل الفوارق بين مدرب يحضر للمال وآخر يحضر فقط من أجل أن يصنع لذاته وذات من استقطبه بصمة.
ـ هنا ليست القضية قضية دفاع عن فكر شبيه الريح ومنهج إدارته وإنما القضية برمتها مرتبطة بهؤلاء العاطفيين الذين سنوا رماحهم صوب جيرتس لمجرد أن الأزرق كاد أن يتعثر أمام الغرافة فهؤلاء لم يستندوا على منطق الرؤية الفنية الصحيحة بقدر ما استندوا على رؤية العاطفة والعاطفة كما قال عنها الأسلاف قاتلة لا يمكن لها أن تشخص الوضع كما أنها أي هذه العاطفة لم ولن تصنع حلول الأزمات.
ـ أربعة نهائيات وخمسون بطولة كانت الرقم الذي صاغه فكر شبيه الريح مع جيرتس وبرغم ذلك لا يزال الرأي العام يستمع للغوغائيين الذين يحكمون على الأشياء بنظرة الفوز والخسارة فمرة تسمع من يصف جيرتس بالبليد، وتارة تحزن على من يصفه بالغبي فيما الحقيقة كل الحقيقة هنالك حيث نتائج وأرقام لم تكن لتتحقق لولا براعة هذا الكوتش الذي يمثل قمة النجاح ليس لشخصه وإنما يمثل قمة النجاح لمن استطاع أن يصنع منه ظاهرة الاستثناء.
ـ باختصار نجاح الهلال نجاح إدارة ونجاح فكر ونجاح رئيس فكر وابتكر إلى أن صاغ لحاضر اليوم مجداً يوازي في معناه مجد الماضي ولو لم تكن هذه النجاحات مجتمعة هي اللب المستخلص من وعي شبيه الريح لما أصبح الهلال قريباً من الآسيوية ومتسيداً للمحلية وفارقاً على كل الأغلبية.. وسلامتكم.