|


علي الزهراني
هل القرون خائن؟!
2009-01-29
الخيانة مفردة قاسية وإن تجاوزت عن وصفها بالقسوة فلا بأس في أن أعتبرها تهمة على قائلها إثبات الدليل وإثبات البرهان.
ـ بالأمس قرأت في الصحافة الكثير فتوقفت أمام عنوان اختص بأحمد القرون واختص بخيانته لمهمته كوكيل لعيسى المحياني فخرجت من بعد القراءة وأنا أسأل نفسي هل مايتحدث به النصراويون هو الصحيح أم أن المراد من هكذا حديث مجرد الضغط على قضية الكل مقتنع بأنها محسومة سلفاً وبصوت المحياني لا بصوت وكيله.
ـ بعض النصراويين بالغوا كثيراً في قراءة ما يحدث في ملف قضيتهم مع المحياني كما هم أيضاً بالغوا في استقراء المهام التي يقوم بها وكيله كون مهمة الوكيل محصورة في تنفيذ مطالب اللاعب بالحرف والنص والقرار.
ـ قضية أحمد القرون هي قضية لاعب بمحض إرادته قرر واختار ورفض فلماذا يغضب النصراويون؟
ـ بالمنطق لا أجد مبررا يمكن الاستناد عليه كي يمرر هؤلاء مثل تلك المفردة والتهمة وقسوة العبارة فالقرون لن يصبح صانع قرار ولن يصبح وصياً على مستقبل المحياني ولا يمكن بأي حال أن يتجاوز عن رغبة أعلنها عيسى وأصر عليها ولم يتغير موقفه معها لا بملايين النصر ولا بحوافز أعضاء شرفه.
ـ قد تأخذنا القضية إلى مساحات واسعة من الاختلاف كما قد تجعلنا نخالف عيسى ونختلف مع القرون ونعارض الوحدة والهلال لكن ما هو المرفوض بعينه أن نجعل من مفردة (الخيانة) أسلوباً مطاطياً يستخدم كردة فعل غاضبة ولا ندرك أبعاده ولا نعي آثاره.
ـ أحمد القرون ليس بالشخص المنزه عنه الخطأ فطالما أنه يعمل حتما سيخطئ لكن حجم الخطأ الوارد لا يجب أن يقابل بالتهمة وعندما أقول التهمة ففي كل تصريح تحدث به عيسى المحياني كافة التفاصيل التي من شأنها تبرئة القرون وتبرئة ساحته من هذه الاتهامات التي تجاوزت في معانيها حدود الروح الرياضية.
ـ دائماً ما تقودنا اختلافاتنا الرياضية إلى التعقيد وغالباً ما تأخذنا ردود الفعل الغاضبة لكي ننسف الأشياء الجميلة في الرياضة ونبدل صورتها بأخرى ونغلق البرواز ونذهب إلى دائرة سوداء تدين حضورنا وتهزم قناعاتنا وتجعلنا كلعبة ساذجة أمام أعين القارئ والمشاهد والمشجع البسيط.
ـ قلنا ما يكفي من العبارات المرفوضة ولم نكسب فهل بعد الخسارة نعود للغة العقل ونتعامل مع اختلافاتنا بوعي ورقي وحضارية؟
ـ هذا هو السؤال وعلينا جميعاً النضال من أجل توفير الجواب عليه..
ـ غاب حسين عبد الغني ولم يتأثر الأهلي، أما لماذا؟ فلأن هذا العملاق الجميل بتاريخه والجميل بنهجه دائماً ما يصنع البديل.
ـ انظروا في منصور الحربي وقارنوا بين ما يفعله اليوم وبين ما يفعله الآخرون في مركزه عندها سأجزم بأنكم ستنصفون هذا الأهلي، الذي يتعاطى مع الكرة على أنها (علم) وليس على أنها مجرد (تسلية) وسلامتكم..