|


علي الزهراني
غوغائية النقد
2009-01-20
الانفعال، والغضب، وقصور النظرة في إعلامنا الرياضي تكاد تمنعنا عن ملء أوراقنا بالنقد الصحيح.
ـ خسرنا في مسقط، وجردتنا صافرة الحكم من اللقب.. فتوزعنا بين الحبر والورق وحروف الكلام، مرة نتفلسف، وتارة نمارس دور الفاهم، وثالثة الأثافي نهزم حتى مصداقيتنا المهنية مع المشاهد والقارئ.. ومع كل من تهمه الرياضة.
ـ تخلط الأشياء مع الأشياء.. وليس أذل من السؤال إلا عدم معرفة الجواب عليه.
ـ نحاول أن نلتصق بالمدى.. فنجد أصابعنا عاجزة عن ملامسته، ليس ضعفا فيما تملكه الرياضة من فكر المسؤول وروعته وحنكة قيادته، وإنما لأن هذا المدى بات مشوها بغوغائية فئة تصمت عند النجاح وتمارس الثرثرة عند الإخفاق.. حتى لو جاء الإخفاق بفعل فاعل، مثلما حدث لنا من صافرة ذاك الهولندي.. الذي على غرار ظلمه ابتهجت مسقط ورقصت صلالة وأصبح المستحيل لأهلها مؤكداً.
ـ خرجت قطر، وغادرت الكويت، وحمل البحرينيون حقائبهم مبكرا، وبرغم ما حدث لهؤلاء وما حدث لمنتخبنا.. سنجد ما يقودنا إلى تلك الحقيقة التي تقول هم تعاملوا بهدوء.. بينما هذا الهدوء بالنسبة لإعلامنا الرياضي تلاشى على ألسنة هؤلاء الغوغائيين، الذين مارسوا التشويه وغيبوا المنطق وتطاولوا على ضمير الصواب ولم ينصفوه.
ـ منتخبنا وصل إلى النهائي وخسر بضربات الترجيح، فلماذا نخلط الأوراق ونستغل موقف الخسارة فقط لنمرر الخبث المهني تحت ذريعة حرية النقد ومشروعيته؟
ـ اسأل.. وعندي من الأدلة وثوابت المواقف ما يكفي لردع هؤلاء الذين هيجوا الشارع الرياضي وحقنوه هكذا دونما يملكون الدراية والمعرفة لا بما يجب أن يعمل به ولابما هي الحلول.
ـ باختصار، خسر المنتخب السعودي النهائي وكسب مع قيادته الواعية احترام كل من يقطن تراب الخليج، أما زملاء المهنة الذين استغلوا الموقف.. فخسارتهم للنقد الهادف واكبتها خسارة احترام الناس، ومن يخسر احترام نفسه عندما يكتب أو يتحدث لتضليل، ويفتعل بحق رياضة الوطن ومنظومتها المشاكل.. حتما سيخسر مصداقيته وقطعا لن يجد له مكانا لا في قلب المشاهد ولا في عين القارئ.
ـ تحدثوا، وناقشوا.. وكأن المنتخب السعودي مات وانتهت علاقته مع كرة القدم.
ـ انفعال،غضب، وانفلات في التعاطي مع مهنية الناقد، ولا أدري هل هؤلاء جديرون بأن يمثلوا الإعلام الرياضي الحقيقي المحترف، أم أن هؤلاء مجرد أسماء وجدت فرصتها على الشاشة وتريد أن تكسب سريعا من هذه الفرصة التي سنحت لها هكذا بلا مقومات!
ـ اليوم نحن في أمس الحاجة لمحلل تلفزيوني يتسم بالوعي ولا يخرج عن النص، وغدا نحن في أمس الحاجة لناقد يعي دوره ويستوعب مهمته ويكون إضافة بفكره وأسلوبه وطريقة تعاطيه مع النقد الذي يهدف للنجاح.. لا ذاك الذي يهدم وينسف ويقتص من عطاء الكبار الذين بذلوا ولا زالوا يبذلون الكثير للرياضة!ّ
ـ هذا يا سادة هو المطلب، وتلك يا كرام هي الضرورة.. حتى يكتمل العقد ويصبح إعلامنا الرياضي إعلام وعي لا إعلام غوغائية!
ـ وأخيرا عيسى المحياني يريد الهلال ولا يرغب النصر، فهل بعد هذا سيقبل جمهور الشمس بنجم لا يستهوي شعار كيانهم؟
ـ سيخطئ النصراويون كثيرا إن هم واصلوا سير المفاوضات مع لاعب يصر على هلاليته، وطالما أن المحياني كرر قناعته وأعلن فصيلة دمه الزرقاء، فالواجب على النصراويين إغلاق القضية بطريقة "من باعنا بعناه لو كان غالي".. وسلامتكم.