|


علي الزهراني
الحظ هزمنا
2008-11-11
إنجلترا وهي الموطن الحقيقي لكرة القدم غابت عن كأس العالم وأخفقت ولم تنل شرف الفوز به منذ عقود وبرغم ذلك أهل هذا البلد الكبير في جغرافيته تعاملوا مع الحالة على أنها حالة فوز وخسارة وحالة لعبة ليس بالضرورة فيها أن يكسب من هو الأفضل.
ـ وفي أصقاع عدة من تركيبة الأرض هناك بقية على غرار أهل لندن ومانشستر تذوقوا طعم الهزيمة لكنهم وفق هذا الحال ألغوا فكرة التعاطي مع هذه الهزيمة بغضب وانفعال وعاطفة وتمسكوا فقط بمبدأ اليوم تخسر وغدا ربما سنحت لك الفرصة لتعويض هذه الخسارة بألف مكسب.
ـ ولو حللت ما يحدث هناك أو قمت بمقارنة ما يحدث اليوم هنا محليا حتما سأنتهي إلى تلك الحقيقة التي تؤكد أننا قوم عاطفة وأمة غضب وجماهير من ثوابتها شدة الانفعال.
ـ في الدمام لعب الأخضر الشاب، حاول واجتهد لكن قدره في الأخير أنه وجد كرة أرادت له الخسارة فلماذا نغالط ونغضب ونرسخ في أذهان الناس ما هو أبعد من النقد المفيد؟
ـ اليوم خسرنا برغبة الحظ الذي فاز به الإماراتيون وغدا سنكسب المهم أن يكون لنا قدرة في اقتباس الدروس الصحيحة التي هي من ثوابت كرة القدم.
ـ شوط كامل وصلنا من خلال دقائقه إلى مرمى الأشقاء وآخر حاولنا فيه مرة ومرتين وثلاثا لكننا لم نوفق بل إن كرة باردة جعلتنا نتحول في قناعتنا من فئة رفعت هذا الأخضر قبل أيام إلى عنان السماء إلى أخرى رمت بكل ما فيه الجمال إلى أسفل السافلين.
ـ نظرتنا دائما بل غالبا نظرة سوداوية تحكمها الهزيمة حتى ولو كانت هذه الهزيمة غير مستحقة، أما لماذا فكما قلت سابقا بسبب عواطفنا التي ما زالت جلمود صخر كبير في طريق المستقبل سواء للناشئين والشباب، أم سواء للمنتخب الأول ولكل شيء يعنى برياضة الوطن.
ـ بالمنطق لم نكن نستحق الخسارة وبالمنطق مكاننا الصحيح كأس العالم لكن يا سادة هذه كرة القدم لعبة الحظ فيها يتفوق على خطة المدرب ومهارة اللاعب.. فهل تدركون أبعاد هذه الحقيقة؟
ـ أسأل وسأظل أسأل إلى أن أجد في أوراقنا وأفكارنا جيلا يتعامل بلغة الواقع لا بنظرة العاطفة وحتى لا ننسف بهذه الأخيرة جهود سنوات هي من صنعت لنا مناخا رياضيا في الوقت الذي يشكك في نجاحاته البعض هنا نجد من ينصفه بالوعي هناك.
ـ باختصار دعونا نتجاوز اللغة الحادة وتعالوا نقف صفا واحدا ندعم فيه هذه المنتخبات وندعم فيه وننصف من يقف خلفها ففي هذه الخطوة إن نحن أقدمنا عليها ما قد يجعلنا أمام المستقبل الذي ننشده ونتطلع إليه ونتمنى حدوثه.
ـ وللعلم بالشيء حتى اليابان ودعت معنا ولم تكسب وهذا إن دل فإنما يدل على أن مقدمة الطرح وما تحمله من نصوص المعاني حقيقة للعبة كرة الحظ فيها دائما ما يخلق المفاجأة.
ـ وأخيرا يجب أن نستوعب ما حدث بهدوء حتى نستفيد من كل خيارات التصحيح المطلوبة فهذا هو المطلب والضرورة وفي زمن الشاطر فيه من يستطيع أن يكبح جماح الهزيمة ببنود العمل الجيد.. وسلامتكم.