|


علي الزهراني
وداعاً للتمياط
2008-08-31
لأي نجم مهما علا صيته نهاية لابد وأن يصل إليها حتى وإن طال الأمد.
وهذه النهاية، نهاية النجم إما أن تجعله في قلوب الناس وإما أن تجعله إذا لم يحسن التعامل معها من ضمن تلك الأشياء التي تسقط دونما يحفظ لها التاريخ مكانا.
ولو اختصرت الكلمات وتجاوزت إطالة حروفها وتوقفت أمام النجم نواف التمياط حتما سأعترف بأن تلك النهاية التي تؤرق نجوم كرة القدم هي ولا شيء سواها من جعلت هذا الموهوب الذي أثرى ميادين الكرة بكل صورة للإبداع يقرر الابتعاد ويعلن الاعتزال حتى لايصبح ضحية لنهاية يصارع فيها بمفرده استهجان الناس واعتذار التاريخ عن قبوله.
نواف التمياط نجم صنعته موهبته ولم يكن يوما نجما ولد بقوة الإعلام.
في الهلال تميز لدرجة وصل بها القمة وفي المنتخب أبدع، وأظن هذا الإبداع لايزال عالقا في أوراق الآسيويين الذين جعلوا منه حدثا وحديثا ومناسبة كما هو حال كل ملم بأسرار نجوم الكرة هنا على امتداد الوطن وهناك في أقصى حد جغرافي على خارطة العرب.
بالأمس وجدت أمامي الأسئلة عن نواف، وهل اعتزاله قرار شخصي أم أن القرار مرهون بخلافات أحاطتها السرية، وأمام سيل هذه الأسئلة لا أعتقد أن في قائمة الهلال مسؤولا أو إداريا أو لاعبا أو حتى مشجعا من البسطاء في تلك المدرجات الزرقاء على خلاف أو على موقف رافض مع نواف الذي زاول الكرة واستمر معها وتألق بها إلى أن أعلن الاعتزال دونما ندون عليه طيلة مشواره هفوة أو غفلة أو تجاوزا بحق الأخلاق من شأنها أن تصبح ذريعة نتمسك بها ونقبل بكل رأي يقول هناك خلاف دفع التمياط للاعتزال.
نواف الذي عرفته كنجم هو مزيج مركب من موهبة فذة ومثالية عاليه وأخلاق رفيعة، وحينما قرر أن يكون لمشواره نهاية فالقرار نابع من عمق ذات تحترم الناس وتحترم أذواقهم ولاترضى أن تصبح مجرد هامش يضحك عليها الناس ويمقت الدور الذي تمارسه في ملاعب الكرة.
سمعت كلمات انثالت من نواف التمياط فقلت وأنا أسمع واستمتع: هكذا هم المبدعون قمة في الأدب وقمة في الروح الرياضية ولولا أن نواف مثقف قبل أن يصبح لاعبا للكرة لغادر المكان مثلما تغادر طيور الظلام.
أما موقف عبدالرحمن بن مساعد فليس بغريب ومثلما كان له موقف تاريخي مع سامي أجزم بأن الموقف سيتكرر وسيجد التمياط مايسره من الاحتفاء بتاريخ ناصع البياض.
نعم هناك نهاية سوداء لنجم وهناك نهاية بيضاء لآخر ولكي لايحمل تاريخ نواف الأولى هاهو بذكاء يتمسك بالثانية ويعلن الرحيل ونحن نصفق وما أجمل أن نصفق للمبدعين الذين لم يتجاوزوا عن أدوارهم بقدرما كانوا مثالا يحتذى به داخل الميدان وخارجه.
وختاما وللإنصاف، الأولويات والأشياء الجميلة مهما تعددت اتجاهاتها يبقى مكانها الصحيح نابعا من الأهلي فكرا وابتكارا فالأهلي يصنع والبقية يقلدون وسلامتكم..