|




عدنان جستنية
بين الشبع والجوع مساحة أمل
2017-08-29

إذا كان كاتب هذا المقال قبل وأثناء الشروع في كتابة أسطره انتابه شيء من الخوف والارتباك حول مصير منتخبنا الوطني في مشواره بالتصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم والتي لم يتبق له فيها إلا مباراتان، الأولى اليوم أمام المنتخب الإماراتي والثانية أمام المنتخب الياباني، وتقام في 5 من الشهر المقبل بإذن الله ،فما بالكم من سيكونون في "وجه المدفع" وعاصفة التحدي من قبل جهاز فني وإداري ولاعبين،وبالذات المدرب واللاعبين،فمن المؤكد أنهم أكثر مني ومن كل مشجع ومحب للوطن وسمعة الكرة السعودية في حالة خوفٍ ولا أقول ارتباك وهو إحساس أحسب أنه ينطبق أيضاً على منتخبين" هما "اليابان وأستراليا" فمساحة "الأمل" بدون أدنى شك متوفرة لديهما مثل "الأخضر" بنسب متفاوتة ومتقاربة جداً وفي نفس الوقت دوامة "الخوف" حتماً موجودة وينتابهما "الحذر الشديد" جداً من التفريط في أي نقطة من نقاط المواجهتين المتبقيتين لهما .

 

ـ وإذا أردنا أن نتأمل بمنطق وعمق أكثر أي من المنتخبات مع منتخبنا الوطني "الأقل" خوفاً من تعرضه للخسارة أو حتى التعادل، فمن المؤكد أن المنتخب الإماراتي سيدخل هذا المساء مواجهته أمام الأخضر بقلب"الأسد"بحكم أن نتيجة هذا اللقاء بالنسبة له "تحصيل حاصل" فليس أمامه من خيار ات إلا خيار واحد فقط، وهو "الفوز" ليتجدد له "الأمل" وبنسبة "ضعيفة" جداً، أشبه بالمستحيلة إن لم تكن بـ"المعجزة" ليتأهل لنهائيات كأس العالم كأفضل "الثوالث" وفق حسابات "معقدة" جداً جداً لا أظن أن مدرب المنتخب الإماراتي الجديد باوزا سيلقي لها اهتماما بالغاً، بقدر ما أنه سيكون حريصا على تقديم نفسه كمدرب ليكسب ثقة اللاعبين والجمهور وبالتالي تسهل عليه مهمة قيادة الأبيض في البطولات المقبل عليها لاحقاً.

 

ـ الأمل "المفقود" لدي المنتخب الجائع لا يعني "الاستسلام" المطلق للحقيقة أو "نصفها" من قبل منتخبنا الوطني مدرباً ولاعبين فالتأهل الذي تعبوا من أجله كثيراً مازال محفوفا بـ"الخطر" وأي ثقة زائدة في مواجهة هذه الليلة قد تؤدي إلى التفريط بـ"نقطة" واحدة فما بالكم بثلاث نقاط سيدفع الأخضر ثمنها غالياً جداً ومن ثم ضياع جهد عامين كاملين وآمال كبيرة بتأهل  "خامس" يضاف إلى رصيد الكرة  السعودية كنّا "قريبين" جداً من تحقيقه، خاصة إذا علمنا أن المنتخبين "الياباني والأسترالي" مواجهة اليوم  بينهما تمثل لكل منتخب منهما "حياة أو موت" وبالذات  المنتخب الأسترالي  "الجائع" هو الآخر ويقيناً إن كل واحد منهما يحمل ذات "الطموحات" ويعلمان جيداً حجم كارثة أي خسارة وأبواب مازالت "مفتوحة" للوصول إلى "روسيا" وبالتالي إن أي مغامرة غير محسوبة ستأتي نتائجها "وخيمة" ولا أستبعد بنسبة كبيرة أن المنتخب الأسترالي سيفعلها اليوم ويتفوق على المنتخب الياباني على اعتبار أن مباراته الثانية أمام تايلند ستكون سهلة و"مضمونة" ولو كسب النقاط الستة في كلتا المباراتين يصبح "متأهلاً" كطرف أول أو ثان بناءً على نتيجة مباراة الأخضر أمام اليابان هذا إن فاز الأخضر اليوم على المنتخب الإماراتي.

 

ـ الاحتمالات كلها واردة للمنتخبات الثلاثة"طموحاً"يقابله الحذر الشديد ماعدا منتخب الإمارات الذي لا أدري وهو لا يملك من الأمل شيئاً إن كان جل طموحه هذا المساء هو "عرقلة" مسيرة المنتخب السعودي في هذه التصفيات من منظور الحكمة القائلة "يلي ما يأكل بيده ما يشبع" ويجعل أمل تأهله لنهائيات بطولة كأس العالم على "كف عفريت" وهذا العفريت هو اليابان؟ حقيقة إجابة هذا السؤال لا يملكها إلا "مارفيك" والذي نراه حتى الآن "واثق الخطوة يمشي ملكاً" بلاعبين راهن عليهم سيدخلون معه التاريخ إما من أوسع أو أضيق أبوابه. 

 

ـ قد أكون "متفائلا" بالأخضر بناء على "ثقة" في قدرات مدرب ولاعبين كانوا عند حسن ظنه بهم لم يخذلوه ، ولكن كما أشرت في بداية هذا "الهمس" لا أستطيع إخفاء حالة "خوف" تراودني من منطلق المثل القائل "مو كل مرة تسلم الجرة" وأتمنى أن يكون إحساسي "خاطئا" ويصبح فوزنا على الإمارات "فأل خير" يستمر حتى نتأهل ويدخل المنتخب السعودي بتواجده في روسيا في موسوعة إنجازاته العالمية التأهل "الخامس" له في مسيرته الكروية.