الإعلام رسالة، ومن بين ما يؤديه من رسائل قيمة نحو المجتمع هو دوره المهم في"توعية" الناس على مختلف طبقاتهم ومشاربهم، في المقابل من المفترض أن يكون المسؤول في أي قطاع على علاقة بـ"العميل والجمهور" على قدر كبير هو الآخر من "الوعي"، متعاونا في ترجمة ما يطرحه الإعلام من آراء مفيدة تخدم هذا المجتمع، ليساهم في معادلة مهمة تشكل نجاحا بليغا لكل أطرافها، وإلا أصبحت رسالة هذا الإعلام غير مكتملة وبالتالي لايلام إن لم تحقق "التوعية" أهدافها المرجوة والمطلوبة.
ـ على مدى سنوات، تتغرم الأندية مبالغ طائلة بسبب جماهير الكرة وسلوكيات خارجة عن الأدب والروح الرياضية من"رمي بالأحذية وقوارير مياه" في مشهد غير حضاري يسيء للوطن وللنادي ولجمهوره، وإن كان هؤلاء المخالفون لايمثلون النسبة الأكبر الملتزمة بآداب الملاعب والأخلاق الرياضية.. وربما البعض، أقول ربما "مدسوسين" على هذا وذاك النادي وجمهوره.
ـ والكل يعرف أن أسباب هذه المخالفات الجماهيرية ناتجة عن حالة عصبية وتشنج
كردة فعل لغضب تجاه صافرة حكم ظالمة دون
وعي منها أنها بحجم الإساءة المترتبة على هذا الفعل السييء والمشين، فإنها تثقل إدارة النادي الذي تدعي حبه وعشقه بأعباء مالية، ولو أنها حست بضررها لعبرت عن غضبها بأسلوب "حضاري" قد يكون له تأثيره الإيجابي في نفس المباراة أو التي تليها وعلى خزينة ناديها، مثل استخدامها لهتافات" خاف الله ياحكم"، لكم أن تتصورا لو أن المدرج الاتحادي أو الأهلاوي أو الهلالي أو النصراوي لجأ إلى هذا النوع من الهتافات، كيف سيكون وقعه بالملعب وعلى الحكم ومساعديه؟ من المؤكد أنهم في هذه الحالة من الغضب "المؤدب" أن هؤلاء الحكام سوف "يصحوا" من سباتهم ويحسبون ألف حساب لهذا الجمهور ويفتحون عيونهم جيدا لتطبيق القانون.
ـ هذا ما أتمناها من جماهيرنا سواء في مباراة اليوم التي ستجمع فريقي الاتحاد والأهلي في مواجهة الفائز منهما يتأهل للمباراة النهائية على كأس ولي العهد.
ـ وكما أنني أقوم بدوري "التوعوي" تجاه الجماهير فإنني بمنتهى "الشفافية" ضد عقوبات لا "ذنب" للأندية فيها تحملها تكاليف مالية، إلا إذا كان "المشرع" لهذه الأنظمة هدفه "استنفاعي"مستثمرا مثلا لمخالفات ما يزيد من رصيده المالي الخاص باتحاد القدم، ولهذا فإنني اقترح على من يهمه الأمر معالجة هذا السلوك اللا أخلاقي بطريقة أفضل تعتمد على كاميرات تنصب في مدرجات كلا الفريقين، بحيث ترصد أي تجاوزات ومن ثم يحاسب عليها "الفاعل" سواء بمنعه من دخول الملاعب لفترة محدودة أو عامة أو معاقبته ماديا حسب الحالة.
-ماذا يمنع اتحاد الكرة من تطبيق هذا الإجراء إن كان هدفه بالفعل القضاء على هذه النوعية من السلوكيات؟ فقد جرب العقوبات التي تتضرر منها الأندية ولكن دون فائدة خاصة أن ملاعبنا الرئيسية قابلة للعمل بهذا الإجراء التنظيمي، صحيح إن عقوبات لجنة الانضباط لمثل هذه الحالة معتمدة من فيفا، إلا أن ذلك لا يمنع أي اتحاد دولة من اتخاذ أي إجراءات نظامية وقانونية، فإذا نجحت فإن فيفا ربما يعممها على كل الاتحادات التابعة له.
ـ عموما هذا أنا أطرق " فكرتين" عبر هذا الهمس، راجيا أن يستجيب الجمهور الرياضي فيما يخصه ونراه يعبر بأسلوب حضاري يراعي أيضا" مخافة الله"، ويستجيب الاتحاد الجديد لكرة القدم لفكرة لها أبعاد تربوية أكثر من إنها مادية.