|




عدنان جستنية
نصر حسين أم نصر زوران؟
2016-12-16

مواجهة هذا المساء صحيح هي مواجهة بين الهلال والنصر ديربي العاصمة المعروف الذي ينتظره عشاق الكرة على نار "التعصب" الأعمى المشتعل بين جماهير وإعلام الناديين منذ نصف قرن، ولكن المواجهة "الخفية" هي بين نصر حسين ونصر زوران، ومن يقول غير ذلك فهو لايعرف الجوانب "النفسية" التي لايمكن تجاهل وجودها وتأثيرها واحسب أنها ستخيم على أجواء هذا اللقاء، وذلك بين من يهمهم النصر كـ"كيكان" وفئة متعاطفة مع الكابتن السابق للفريق حسين عبدالغني وتبحث الليلة عن "هزيمة" من المنافس التقليدي لتشعلها "حرباً" على زوران وعلى رئيس النصر، ولهذا ليس الخوف من هزيمة هلالية ورادة في عالم كرة القدم إنما "الخوف" من عواقبها.

 

ـ ربما يكون خيالي واسعاً جدا أو إنني متأثر بالأجواء "النفسية" التي كان عليها في يوم من الأيام فريق نادي الاتحاد حينما كان أسطورته محمد نور يلعب دورا "خفيا" في إقالة "المدربين" وتعاطف جماهيري معه و"انقلاب" إعلامي على المبادئ وعلى الكيان الكبير أدى إلى ذلك القرار "التاريخي" الذي أبعد نور عن العميد وكانت نهايته "الفعلية" التي من بعدها بات بالنسبة للاتحاديين في خبر كان، ولا أستبعد أن يتكرر نفس المشهد ونهاية "مؤسفة" ومؤلمة للاعب"المشاغب"، هذا في حالة فوز النصر هذه الليلة على الأزرق "المتعافي" تماما من "فيروسات" سامة لايمكن رؤيتها بالمجهر الضوئي.

 

ـ بعيدا عن كل هذه "الرؤية" الاستنتاجية التي قد لا يكون لها موقع من "الإعراب" والوجود عند نصر من المفترض أن يكون شعاره الحقيقي "النصر بمن حضر" لو بحثنا في أجواء "المنافسة" بين الفريقين من منظور فني بحت ومن منهما الأقدر و"الأقرب" للفوز، هلال دياز أم نصر زوران؟ لذهبت الترشيحات منطقيا للأول "المتصدر" وفقا لقفزة "نوعية" بدأت تظهر على مستوى أداء الفريق و"بصمة" واضحة لمدرب "محترف" الفوز بالنسبة له لا يتركز فقط على النقاط الثلاث إنما التزام وتنظيم ونظام، وهذا ما ظهر عليه الهلال مؤخرا عبر كرة شاملة "احترافية" جزء منها داخل الملعب وآخر خارجه عبر عيون متابعة تبحث وترصد خصائص كل لاعب وعيوبه، فتنمي الجانب الإيجابي وتعالج الجانب السلبي عن طريق جهاز "متخصص" يقدم تقريره أولاً بأول للمدير الفني المدرب دياز. 

 

ـ هذا الجهاز"المتخصص"مع مدرب جاد فكريا وعمليا قد لا نرى لهما أي وجود في "ديربي" تتلاشى فيه كل "الخطط" وينصهر في حضرته أي منطق يقول إن الفوز للفريق الأقوى والأفضل، هكذا هي السيرة الذاتية لما يعرف بـ"الديربات" وتاريخ لقاءات النصر والهلال غني بـ"cv" محفوظ في الذاكرة وسجلات المؤرخين، فلربما يقلب المدرب الكرواتي الطاولة على رأس المدرب الأرجنتيني إما بفوز أو تعادل حينها تتغير" معادلة" مقارنة سوف تتحول لمصلحة زوران في كل شيء باسطا شخصيته تدريبيا ونفسيا وجماهيريا ناهيك عن انتصار له أكثر من معنى، حيث يرفع من رصيد النصر نقطيا ووضعه في أجواء منافسة الكبار وإسقاط الهلال من عرش الصدارة هذا في حالة تفوق الاتحاد على الفتح في مواجهة هذا المساء.

 

ـ كل هذه التفاصيل التي أشرت إليها آنفا من المؤكد أنها ستتحول إلى قصة "ممتعة" ومثيرة بمشاهد فرح أو حزن يسود مدرجات الفريقين، وإن سألتموني لمن تتوقع الفوز أقول لكم بحيادية تامة هلالية من الشوط الأول، وإن سألتموني لمن تتمناها لأجبتكم النصر ولي في ذلك "مآرب أخرى".