|




عدنان جستنية
تكريم «عيد» مكافأة أم مقايضة؟
2016-11-04
من حقي أن أفكر وأفكر وأفكر، وهذه أفضل نعمة منّ الله بها على عباده، ومن حق من يقرأ هذا الهمس أيضا أن يفكر ويتساءل، بماذا كنت أفكر قبل أن أكتب هذا المقال؟
ـ بعد وداع أحمد عيد للاتحاد السعودي لكرة القدم بعد انتهاء فترة ولايته، وعقب إعلان رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبدالله بن مساعد تعيين أحمد عيد مستشارا وهو الذي كان مستقلاً بقراراته، كم من المقترحات رفضها ومن النصائح تجاهلها، بدأت الأفكار تدور في رأسي وأسئلة "عميقة" تتعلق على أسقف حروفي أولها، لماذا أقدم رئيس الهيئة على هذه الخطوة؟ لابد أن لها مسببات لا نعرفها أو هدفاً نبيلاً نجهله؟!
ـ من خلال هذا السؤال وجدت أفكاري تغوص في أعماق بحر من "الاستنتاجات" الثائرة وعلامات استفهام تحيط بها كـ"سنارة" صيد احتارت في اختيار صيدها "الثمين" النافع أو المشكوك في قدرة الصياد على أكله أو بيعه؟!
ـ تساقطت الأسئلة كالمطر لتأتي عفوية على النحو التالي، هل كان منصب" المستشار" بمثابة "تكريم يستحقه أحمد عيد لأخلاقه العالية وأدبه الجم وما كان يتمتع به من رقي في أسلوب التعامل عبر "حلم" وصبر وسعة صدر "غلب" به خصومه وكسب به محبة الكل بما فيهم المختلفون معه من نقاد أو من أقرب المقربين إليه وحتى "المتربصين" ممن كانوا يسعون إلى سقوطه، أم تكريم واجب تقديرا وتعبيرا عن حالة "إعجاب"بعمله وبإنجازات تحققت في عهد أول رئيس "منتخب" للاتحاد السعودي لكرة القدم؟!
ـ ولماذا لا يكون هذا المنصب ربما "مقايضة" اتفاق غير معلن يمنع عيد بموجبه من تمديد فترة رئاسته لسنة أخرى وفق نظام يجيز له هذا الحق إن أصر عليه دون الحاجة إلى "تصويت" يمنحه هذا الحق أو على الأقل تقديم شكر "مغلف" لخدمات قدمها للهيئة الرياضية "متنازلا" عن جزء يسير أو كبير من صلاحياته أو قرارات وافق عليها بناء على رغبة رئيس الهيئة؟!
ـ آخر هذه الأسئلة والاستناجات الثائرة، لماذا لا يكون منصب المستشار"هدية" تحمل إيحاءات ذكية للرئيس القادم للاتحاد السعودي لكرة القدم مكانك محفوظ وقدرك من البداية وحتى النهاية "مأمون" من أي خطر على مستقبلك بس بشرط "تسمع الكلام" وبعد انتهاء فترة ولايتك هديتك "مضمونة" تحت بند "المستشارين" ولهذا أبدا ما تشيل هم تراها في الحفظ والصون من الآن.
ـ إنها صورة من صور"الوفاء" وإن اختلفنا حول هويته ونوعيته، فإننا بدون أدنى شك سنقدم خالص شكرنا لرئيس الهيئة العامة للرياضة على هذا اللمسة الإنسانية والعملية، وفي المقابل نقدم تهانينا القلبية لـ"أبو رضا"، إنه في المقام الأول خرج من هذه التجربة بـ"سلام"، وبكم هائل من الخبرة الذي فضل "بن مساعد" الاستفادة منه ومنها، وينال هذا التكريم أو المكافأة أو المقايضة أو الشكر، سمّوها ما شئتم، فقد اتفقت معكم بأن حق التفكير متاح للجميع ونعمة عظيمة لا ينبغي لكائن بشري التفريط فيها، أليس كذلك؟!