كنت قد حذرت مراراً وتكراراً هنا وفي أكثر من مناسبة وحديث تلفزيوني من «مثالية» رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد مع رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم لقناعتي المطلقة بعدم جدواها بأي حال من الأحوال على اعتبار ان احتجاجهم في الأصل شكلا ومضمونًا ليس للاتحاد السعودي لكرة القدم علاقة به إنما مرجعيته تعود للاتحاد الدولي لكرة القدم وبالتالي نضع أنفسنا في حالة «مقارنة» مع أوضاع يمر بها شقيقنا العراق لا ذنب لهم فيها ولا نحن، ولكن للأسف الشديد «لا حياة لمن تنادي» فقد ركب عيد كعادته دماغه ونفذ ما في رأسه.
* هذه أبرز عيوب رئيس الاتحاد السعودي انه لا يسمع الا كلام نفسه، وهذه معاناة يشتكي منها زملاؤه بالاتحاد وسبق لرئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبدالله بن مساعد أن أشار إليها، فهذا عيد كما تابعنا اجتمع مع رئيس الاتحاد العراقي أكثر من مرة ويا ريت طلع بفائدة واحدة أو تكللت مساعيه بالنجاح إنما باءت بالفشل وخرج من كل هذه الاجتماعات بـ»خفي حنين»وتحقق للاتحاد العراقي ما يريد عبر قرار ظالم مجحف جدا صدر من الفيفا جعل أحقية لعب المنتخب السعودي خارج أرضه متساويا تماما مع المنتخب العراقي ولا فرق بينهما.
* أيضا من عيوب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم انه لا يتعلم من أخطائه ويبدو ان سمة «العناد» إحدى سماته التي لا يستطيع التخلص منها فتجربته مع رئيس الاتحاد الفلسطيني للأسف كانت كافية للاستفادة من نتائجها الوخيمة والمخيبة للآمال ولولا تدخل ولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان لربما كسب الاتحاد الفلسطيني احتجاجه الذي كان شبيها إلى حد كبير باحتجاج الاتحاد العراقي، إضافة إلى لجنة آسيوية شكلت وجدت ان الأجواء «الأمنية» لا تسمح باللعب في ارض تحوم فيها وحولها الحرب مما ساهم في تقوية الموقف السعودي.
* لا أدري ما هي الأسس النظامية والقانونية التي بنى عليها الفيفا قراره بأن يلعب المنتخب السعودي مواجهته أمام المنتخب العراقي خارج أرضه فقرار عدم السماح باللعب على الملاعب العراقية قرار دولي وصادر من الفيفا نفسه ولظروف أمنية وليس قرار اتخذته المملكة العربية السعودية على مستوى قيادتها أو على مستوى سلطة الهيئة الرياضية أو اتحاد اللعبة، فكيف اقتنعت الجهة المختصة بصحة موقف الاتحاد العراقي؟ من وجهة نظرى ارى ان هذا القرار لا أظن انه مبني على مستند قانوني واتخاذه يدعو إلى «الريبة» واذا كان النظام الدولي أجاز للاتحاد السعودي لكرة القدم الحق بتقديم استئناف لمحكمة الكاس فيجب ان لا يكتفى بهذا الاستئناف فحسب انما يتبعه اجراء مع الجهات ذات «الاختصاص» بالفيفا لمعرفة الحيثيات النظامية التي بني عليها هذا القرار،فالموضوع بالنسبة لي ولكثيرين فيه «ان وكان» وأخواتهما فمن غير المعقول ان يصدر مثل هذا القرار «الجائر» الا اذا كان المسؤولون بالفيفا يتعاملون مع الأنظمة بموجب العلاقات الخاصة او وفق آلية غائبة عنا وعمن منعوا الأندية العربية والآسيوية اللعب في الملاعب العراقية.
* أنا أؤمن بأحقية المنتخب العراقي بأن يلعب على أرضه ويشاركني كل من يقرأ هذا المقال سعوديون أو غيرهم بهذا الحق ويعلم الاخوة بالاتحاد العراقي ذلك تماما وأولهم «رئيسه» ولكن ان يتم التصعيد ليس من اجل ان يلعب المنتخب على أرضه انما ليلعب المنتخب السعودي خارج أرضه و»مساواته» في قرار غير مرتبط بجوانب أمنية غير متوفرة في العراق بسبب الحرب اللعينة التي يعاني الشعب العراقي من ويلاتها فيجب على الاتحاد السعودي والهيئة العامة للرياضة التوقف طويلا أمام هذا «الموقف» المرفوض فمن الخطأ ان يمر مرور الكرام حتى وان كسبنا «الاستئناف» وهذا ما هو متوقع بنسبة 100% فإن «مررناه» فنحن بذلك نسمح للفيفا وللآخرين ان «يتجرأوا» على الكرة السعودية أندية ومنتخبات ومن ثم يتخذون إجراءات وقرارات ضدها أسوأ مما عانيناه على مستوى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وبالتالي تصبح مواقفنا «ضعيفة» وتضيع هيبتنا أكثر من الضياع الذي تسبب فيه حبيبنا أحمد عيد هداه الله وأصلح شأنه.