|




عدنان جستنية
إعلاميون سماسرة
2016-06-07
فجر رئيس لجنة الاحتراف الدكتور عبدالله البرقان ظهر يوم الجمعة الماضي عبر برنامج "سوالف رياضية" قنبلة معلوماتية من عيار الوزن الثقيل عندما كشف عن عمولات يحصل عليها "سماسرة" يحملون صفة "إعلامي" نعم إعلاميون، بواو الجمع، مقابل أتعابهم في إبرام صفقات لاعبين تتعاقد معهم الأندية دون الإفصاح عن هويتهم حرصاً منه على عدم التشهير بهم حينما سئل عمن يكونون ليعرف المجتمع الرياضي أسماءهم مبررا السبب أن ذلك من أسرار العمل.
ـ أسرار العمل التي اتكأ وارتكز عليها دكتور الاحتراف تعطي انطباعا عاما أن ما يقوم به هؤلاء الإعلاميون تحت بند "سمسرة" يقع تحت طائلة "المحظور" الممنوع الذي لا يسمح لهم النظام بممارسة هذه المهنة أو من "المعيب" قيامهم بذلك وإلا لما وجد حرجا بذكر أسمائهم ويعني هذا الموقف هو "التستر" عليهم وهي سلبية تضع البرقان في موقع"المساءلة" خاصة إن كانت هذه السمسرة المتضرر منها النادي ماديا مثل وكيل اللاعبين الذي من المفترض أن يحصل على عمولته من اللاعب وليس النادي.
ـ من جهتي بحكم أنني غير متخصص في القانون ولا الفتاوى الشرعية ونفس الشيء بالنسبة للبرقان فلن "أفتي" بمشروعية مهنة "السمسرة" التي يقوم بها الإعلامي وإن كانت مؤسساتهم الإعلامية سمحت لهم أم هي في"غفلة" مما يجري من تحت الطاولة وما فوقها وما يحدث "خلف الكواليس" من اتفاقيات ومن "تشويه" للإعلام ومنسوبيه ولكن هناك سؤال مهم جدا من المفترض طرحه وهو إن كانت هذه السمسرة فيها "منافع" تمنع الإعلامي من أداء عمله ورسالته على أكمل وجه مجاملا لرئيس النادي مثلا بما يمنع منعاً باتاً الاقتراب من اسمه ومن ناديه بالبرامج الرياضية والمقالات والأخبار الصحفية وتجد في تويتر جيشاً مبرمجاً للدفاع عنه، في هذه الحالة ألا يعتبر هذا الإعلامي "خائناً" لمهنة المتاعب سواء بإخفائه معلومة تخص إدارة النادي ورئيس بينه وبين الإعلامي السمسار اتفاق "جنتلمان" وفق آلية نظام "شيلني وأشيلك".
ـ هؤلاء النوعية من الإعلاميين "الخونة " الذين رضوا أن يكونوا عبيدا للمال وباعوا أمانتهم ونشاهدهم في البرامج الرياضية كمقدمين أو ضيوف وفي مقالاتهم"واعظين" يتحدثون عن الصدق والأمانة في المعاملة ومحاربة الفساد وهم أحد رموزه لا ينبغي "السكوت" عليهم من لجنة الاحتراف والاتحاد السعودي لكرة القدم والهيئة العامة للرياضة، إنما يجب أن يشهر بهم علناً وعلى الملأ تعلن أسماؤهم.
ـ أين وزارة الإعلام، أين لجنة الإعلام الرياضي وأين الغيورون على سمعة مهنة المتاعب من من "يشوهونها" من إعلامي كان في يوم من الأيام "يحلم" مجرد حلم بالانضمام إلى وسيلة إعلامية ليصبح كاتباً أو مذيعاً أو مراسلا أو مقدم برنامج، متمنياً أن يكون أحد فرسان الكلمة بات اليوم سمسارا؟ لابد أن يكون هناك موقف من كل هذه الجهات إلا إذا كان عمل الإعلامي على طريقة "نفعني ونفعك" لا شبهة فيه وحلال ومهنتين معترف بهما بلا حساسية في الجمع بينهما ولو كان ذلك على حساب المهنية الإعلامية.
ـ أسمى التبريكات والتهاني القلبية للقارئ الكريم بمناسبة شهر رمضان المبارك، وكل عام وأنتم بخير.