الأوامر الملكية التي صدرت من ملك هذه البلاد خادم الحرمين سلمان بن عبدالعزيز يوم السبت الماضي حملت في طياتها ومعطياتها تغيرات جذرية مهمة جداً تتواءم في معظم ما صدر من قرارات سامية شكلاً ومضموناً مع رؤية المملكة العربية السعودية المستقبلية 2030 التي أعلن عنها قبل أسبوع ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان "مبشراً" الشعب السعودي ببوادر الأقدام على تنفيذها في القريب العاجل.
ـ المتأمل جيداً لهذه التغيرات يلاحظ أن ما تمت إضافته وتعديله من وزارات وهيئات تتطابق مسمياتها مع ما هو منوط منها من عمل وفق مسؤوليات محددة تخلت عن "شكليات" كان معمولاً بها فترة طويلة من الزمن لأسباب فرضتها وقائع كل مرحلة من مراحل مسيرة وطننا الغالي ليأتي عصر "سلمان الحزم" ليخلع اللثام عن تلك الشكليات واضعاً النقاط على الحروف بما يتلاءم مع مرحلة جديدة تتسم بالشفافية والحزم تُسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية دون تغليف لغوي تتوه فيه الأدوار وتختفي صور كثير خلف براويز فضفاضة في ملامحها وجدار حائط تستند عليه.
ـ من بين تلك الملامح التي كانت لها عدة أوجه ووجيه وأصبحت اليوم لها وجه واحد ينسجم تماماً مع صفات تتناغم مع المسمى شكلاً ومضمونًا "الهيئة العامة للرياضة" بعدما كان تحمل على مدى أكثر من نصف قرن مسمى "الرئاسة العامة لرعاية الشباب" الرافض حسب قناعات خاصة بشكل وآخر الاعتراف الضمني بـ"الرياضة" لظروف اجتماعية وفكر له مبرراته فضل اختفاء النشاط الرياضي تحت دائرة الشباب بصيغة شمولية لمعنى الرعاية بينما كان التطبيق العملي محصوراً في الرياضة واهتمامات ثقافية واجتماعية وأدبية وفنية تحضر تارة وتغيب تارات أخرى نتيجة مناخ متقلب في أجوائه الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ـ وبناء على هذا التحول الذي جاء "متناغماً" مع فكر وتوجه معالي رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبدالله بن مساعد الذي كانت له "تطلعاته" حول خصخصة" لا تقبل أنصاف الحلول ولا مسميات شكلية تأخذ أوجهاً كثيرة في تأويل وتهويل عناوينها، أرى بعدما "جاءك ما تتمنى يا مهنا" بفصل الرياضة عن الشباب فإن الكرة باتت في مرماه لعله مع هذا التحول ينجح في تحقيق طموحات لا حصر لها يتأملها منه كل الرياضيين عبر قفزة حقيقية لنهضة رياضية شاملة موازية ومتساوية لأحلام ابن من أبناء الرياضة وخبير محنك قادر بإذن الله وتوفيقه أن يكون على قدر "ثقة" ولاة الأمر وكل من أحسنوا الظن فيه.
ـ مع شعاع انطلاقة هيئة متخصصة لبست ثوباً يليق بمظهرها الداخلي والخارجي أجدني متفائلاً بـ"أمير الرياضة والرياضين" أن يجري هو الآخر تغييرات وتعديلات على كثير من مسميات إدارات ومناصب "تقليدية" تفرض المرحلة المقبلة مواكبة رياضة باتت في عصر العولمة "صناعة" يحكمها العرض والطلب وسمعة المنتج وجودة الإنتاج ومع رؤية 2030 لها آفاق "اقتصادية" لا تبحث عن الإنجاز وشغل فراغ الشباب كأهداف وطنية إنما دخل مادي ينهي كاهلاً وعبئاً تحملته الدولة منذ تأسيسها لتستثمر الرياضة اليوم استثماراً يليق مع مبشرات تلك الرؤية خاصة بعدما حصلت على استقلاليتها كهيئة معترف بها وصرحاً متواجداً ومنظماً لأهم مجلس يعكس مسيرة "نهضوية" لهذا البلد ألا وهو المجلس الاقتصادي، وهنا نقطة التحول التي تجب مراعاتها في أمر ملكي وقرار حكيم.