|




عدنان جستنية
الرديف بين الحشرات وأبو بدلة جنان
2016-01-05

الزميل العزيز و"المثقف" جدا سلطان الرديف كتب قبل أيام مقالا تحت عنوان "حتى لا نعود إلى قنوات الحشرات" محشو بكلام إنشائي في منتهى "الروعة" بما فيه من مبالغة ذكرني بروائع الشعر في العصر الجاهلي وغزل الحبيب الموجه لحبيبة العين والفؤاد لما احتوى مضمونه من بلاغة في رؤية نقدية متضمنة وصف مشاعر الإعجاب الشديد تجاه القناة الناقلة للدوري السعودي "برو سبورت" ولست هنا معارضا على ذلك "المديح" مهما كانت أهدافه النبيلة و"غاياته" الشخصية لقناعتي بأن "الله أعلم بالنيات" ولكن ما أثارني واسترعى انتباهي تلك المقارنة التي وضعها في عنوان مقاله وبين سطوره مسترجعا كتاب"الحشرات" الذي أهديته للزميل خالد قاضي في بداية انطلاقة برنامج "ديوانية لاين اسبورت" مكررا آراء نقدية اهتمت بمسمى الكتاب دون الاهتمام بما تحتويه صفحاته ودون معرفة بمسببات هذا"الإهداء"ورسائل بليغة حاولت إيصالها من خلال تقديم نماذج لحشرات تستمتع بسماع "بالموسيقى" مثل استمتاع البشر، وذلك ردا على "أبو عنان" الذي كان يعيرني بعزف آلة البيانو في فترة من حياتي الصحفية في الوقت الذي كان كل ما ذكره غير صحيح فلم تضع أصابعي يوما ما على هذه الآلة الموسيقية ولا غيرها على أنني لا أنكر تذوقي لفن الموسيقى والغناء وشغفي في شبابي لمجالس وحفلات الطرب وكل ألوان الفنون الأخرى بما كان لها أثر بليغ في تشكيل "ثقافة" فنية ساهمت بشكل كبير في أن أكون محررا صحفيا بمجال الفنون ثم رئيسا ومشرفا على صفحاتها بجريدة المدينة وملحق الأربعاء وجاء اختياري بـ"الانتخاب" من مجلس إدارة المؤسسة كحالة "منفردة" لم يسبق أن حدثت في هذه المؤسسة ولا غيرها وفي غيابي ودون أخذ موافقتي على اعتبار أن إدارة التحرير هي عادة من تعين القيادات للأقسام الصحفية.
* أعود لكتاب الحشرات وزميلنا الحبيب سلطان الرديف والذي غابت عنه معلومة وهي أن زميلنا خالد قاضي قبل "20" عاما وصف في أحد البرامج الرياضية الرمضانية بوصف"الحشرة"وتجاهلت آنذاك الصحافة انتقاد ذلك البرنامج ولا قائل ذلك الوصف لمكانته الاجتماعية المرموقة كرئيس لأحد الأندية الكبيرة بينما العبد الضعيف وبرنامج الديوانية وقناة لاين اسبورت شنت عليهم حملة"صحفية"لمجرد طرح مسمى كتاب يحمل اسم" الحشرات"وتمنيت من الزميل سلطان لو مر على أقرب مكتبة واقتنى هذا الكتاب واطلع على مدى اهتمام الحشرات بالموسيقى وعمل مقارنة حول مدى اهتمامها بـ"هويتها" مع اهتمام قناة"برو سبورت" بهوية الإنسان السعودي من مقدمي البرامج ومحللين ونقاد وكأن القائمين عليها من الإخوة "اللبنانين" يرغبون إيصال رسالة مفادها أن قيمة ثقافة من يشاركون في هذه القناة وبرامجها لا تظهر إلا بارتداء البدلة والكرافتة إن حالة الإبداع تختفي حينما يرتدون الزِّي السعودي،ولهذا وصفت هذه القناة في مقال سابق بقناة "أبو بدلة جنان" ومازلت عند رأيي السابق.
* كنت أتمنى من الزميل"المحامي"لو تطرق أثناء إشادته بمديرها العام ان يذكره بالقناة الرياضية السعودية حينما كان الأمير الراحل تركي بن سلطان مشرفا عاما عليها وأخواتها وكيف كان مستوى النقل التلفزيوني وعدد الاستديوهات المصاحبة لكل المباريات المنقولة في يوم واحد والتكاليف المادية التي تنفق ويصرفها من جيبه الخاص من أجل تقديم مادة دسمة متميزة من جميع النواحي وليس كما هو الحال الآن أستديو واحد للحديث عن ثلاثة وأربعة مباريات.
* لقد غاب على الزميل سلطان الرديف الفرق بين المميزات المادية واللوجستية التي حصلت عليها قنوات"إم بي سي"من خلال عقد "خرافي"لم تحصل عليه القنوات السعودية ولا القنوات الخاصة بما فيها لاين اسبورت وأوربت والآرتي والجزيرة، ويا ليته يسأل لماذا قدمت بعض الكوادر الإعلامية استقالتها من قناته "المفضلة"وهل كل البرامج التي تقدمها لمن يشاركون فيها تصرف لهم "مكافآت" مالية ، سوف يصدم لو عرف"الحقيقة" إلا إذا كان هو يحظى بمعاملة "خاصة" فذلك أمر لا يخصني وأحسب أنه لن يستطيع البحث والتنقيب وتوجيه أسئلة من خلال موقعه كصحفي أشهد له بالحيوية والنشاط وابتسامة ساحرة، أما إذا استطاع حينذاك سيعرف الفرق بين حشرات "مخلصة" في أداء عملها و"بني آدمين" للأسف الشديد "همهم" الشكل دون المحتوى وهمهم"التوفير" لتحقيق مكاسب مادية هم وليس "غيرهم" المستفيدون منها.
* بهذا القدر سوف اكتفي بـ"المعرفة" التي أتمنى من زميلنا سلطان اكتشافها ولن أزيد أكثر حتى لا "أجيب العيد" قبل أوانه واقع في المحظور.