كان بمقدور ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أن يتدخل مع بداية ظهور أزمة الخلاف بين الاتحادين السعودي والفلسطيني لكرة القدم "المفتعلة" من الطرف الثاني ويحلها في دقائق من خلال "الرؤوس الكبيرة" كما فعل
"حفظه الله" عبر اتصال هاتفي وضع النقاط على الحروف في "حجمها" الطبيعي، ولكن يبدو لي "والله أعلم" أن حنكة قيادتنا السياسية فضلت أن تترك للأطراف الرياضية المعنية من كلا البلدين مساحة من الوقت لعلهم يستطيعون من خلال الأخلاق والروح الرياضية كلغة إعلامية يتم تداولها بين الرياضيين والترويج لها في عالم وساحة الكرة الوصول لحل مناسب ومنطقي يتسم برؤية ذات أفق بعيد جدا تحافظ على "جوهر" العلاقة الأخوية التاريخية القائمة بين الشعبين السعودي والفلسطيني والأسس "المشتركة" التي بنيت عليها حتى أصبحت هذه الأخوة "المتينة" والعريقة تمثل في إطارها العام شعبا واحدا لا شعبين عبر واقع ملموس يحس به المواطن الفلسطيني منذ أن احتلت اسرائيل العدو "المشترك" ارضه، وباتت أرض المملكة العربية السعودية هي أرضه والصدر الحنون الحاضن له ولقضيته المصيرية، ومصدر أمنه وعيشه والقوة التي يستمد أكسجين الحياة منها نحو "أمل" لا يفارقه بالعودة إلى فلسطين الحرة الأبية وتحرير القدس الشريف طال الزمن أو قصر .
ـ هذه"الحنكة"لقيادتنا السياسية برزت بعدما فشل كلا "الطرفين" ولا أقول طرفا واحدا في إنهاء هذه "الأزمة" فالاتحاد الفلسطيني لكرة القدم عبر رئيسه مُنح الوقت كاملا وكل الفرص لعله يتراجع عن موقفه "المتصلب" ويدرك تماما "حجمه الطبيعي" في الدفاع عن قضية أرض "محتلة" وسيادة حقيقية لا تقاس بملعب تقام فيه مباراة كرة قدم وشعب لا يمكن أن "تعوضه" تسلية كورة ولا فرحة هدف ولا كلمات إنشائية "محفوظة" الا انه للأسف الشديد اهتم بفكره "المنغلق" ونجومية مطلقة محصورة في بطولة "ذاتية "كسبها بجدارة فائقة "إعلاميا" كما أن رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم بعدما هيّأت له القيادة السياسية كل وسائل "الدعم" عبر تواصله مع وزير الخارجية السعودي ووفرت له مساحة كبيرة من الحرية التي تمكنه من احتواء الأزمة رياضيا عبر السلطة الرياضية العليا إلا أنه للأسف الشديد هو الآخر أيضا أخفق ودليل إخفاقه له أكثر من صورة كان آخرها خطاب "الانسحاب" المرسل إلى الفيفا والذي كان من الممكن ذكر "مسبباته" من بدري كما فعل الاتحاد "الماليزي" ومن ثم مطالبة الفيفا بتشكيل لجنة لمعرفة الجوانب "الأمنية" بدلا من لغة حوار "عقيمة "غير "متكافئة" ما كان من المفروض القبول بها وبمبدأ "التحاور" مع شخصية كانت لها "اليد الطولى" بالموافقة في إنهاء "مقاطعة اسرائيل" كرويا ونجاح عربي امتد لعقود تحقق واحد من أهم أهدافه العميقة ممثلا في"عزلة" العدو المحتل اجتماعيا وثقافيا ورياضيا.
ـ هكذا كانت قراءتي لتدخل "ذكي" قام به ولي ولي العهد "أبوسلمان" لم تفتصر ملامحه في مكالمة هاتفية إنما أيضا في سيناريو اعتمد في تكتيك تنفيذه على لجنة "قانونية" من الفيفا وجدت من الواضح جدا على إثر تلك المكالمة "دعما" فلسطينيا على مستوى القيادة السياسية للموقف السعودي الرافض لعب المنتخب السعودي بـ"رام الله" فجاءت النهاية "السعيدة" لهذا السيناريو مهتمة بتطبيق "النظام" الذي يحافظ على "الأمن والسلام" غير المتوفرين في دولة أرضها وسماؤها "محتلة" ليصدر القرار الأخير بتأجيل المباراة بين المنتخبين الفلسطيني والسعودي لتقام يوم الاثنين المقبل على أرض محايدة ليسدل الستار بفرحة "كتمت" صدر وصوت "الرجوب" بعدما عرف حجمه الطبيعي فغاب واختفى عن الأنظار.