|




عدنان جستنية
حلم الأحفاد و(حنكة) سلمان
2015-05-01
منذ وفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز ثم أخيه الأمير نايف بن عبدالعزيز "رحمهما الله" راودتني تساؤلات لا أخفيكم أنها حملت في طياتها من القلق والخوف على مستقبل الدولة السعودية ووطن لا يمكن أن أراه بدون "آل سعود" كأسرة حاكمة أصبح الولاء إليهم جزءاً لا يتجزأ من انتماء موروث لهذه الأرض الطاهرة وفق واقع ملموس لم يفرضوه على الشعب إنما غرسه موحد هذا الكيان الكبير الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، طيب الله ثراه واسكنه فسيح جناته ثم من خلفه من أبنائه البررة الذين سلكوا نفس نهجه فكان الشعب كل الشعب محبا لكبيرهم وصغيرهم متحالفا متضامنا معهم في السراء والضراء.
ـ تلك التساؤلات كانت في الحقيقة تنتابني تحتويها كل هواجس الخوف المحيطة بها ممزوجة في نفس الوقت بأمنيات تدور في فلك يتناغم مع رؤية لغد مشرق يحاكي "الأمل" ودعاء من القلب أن يلهم المولى القدير الحكمة لولي الأمر الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإخوانه النظرة الثاقبة للحفاظ على ملك آبائهم وأجدادهم بوجود لا يقتصر فحسب على الأبناء فقط إنما تتواصل مسيرة الدولة السعودية مع أجيال من الأحفاد يجب من الآن تجهيزهم ووضعهم على محك المسؤولية السياسة والاجتماعية بإشراف ومتابعة من قبل من تبقى من الآباء الذين بات عددهم قليلا بعدما انتقل عدد كبير منهم إلى رحمة الله، ومن الملاحظ أن منهم مازالوا على قيد الحياة قد اشرفوا على أعتاب عمر متقارب في السن يفرض عليهم التخلي عن قناعات لو لم تتجدد مع متغيرات العصر الحديث فإن التاريخ لن يعفيهم من مسؤولية ضياع امة بأكملها وحكم لم يحافظوا عليه.
ـ أمنيات راودت خيالي وداعبت مشاعري في تلك الفترة لتتحول إلى حلم يكبر كل يوم ليأتي متزامنا مع تحولات حدثت وتشكلت مع قيام الثورات العربية تحت ما يسمى بـ"الربيع العربي" ومخاوف انظر إليها بقلب الأب تجاه أبناء وأحفاد كيف سيؤول مصيرهم مع هذه الأحداث، وعالم متربص بنا حاسدا لما نحن فيه من نعمة رغد العيش والأمن والأمان، فان كانت هذه نظرتي فمن المؤكد أن كل أب في هذا الوطن شاركني ذات المشاعر وقلق حول مستقبل مجهول مرتبط بحلم أسأل مكررا السؤال مرات وألف مرة، من يحقق هذا الحلم ومتى يتحقق؟ لعلني في القريب العاجل أرى جيلا شابا من الأسرة المالكة مستعدا لاستلام الراية وحمل الأمانة.
ـ في فجر مشرق توج فيه الملك سلمان بن عبدالعزيز ملكا لهذه البلاد جاءني الجواب الذي كنت انتظره عبر قرارات حاسمة حازمة تحقق فيها جزء من حلمي وأنا اسمع خبر مبايعة الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وليا لولي العهد فحمدت الله عز وجل انه استجاب دعائي ثم أدركت في حينها أن "السعودية" مملكة وشعبا تنطلق مع ملك"حكيم" وقائد خبير "محنك"نحو عهد جديد لمرحلة تدعو إلى بشرى التفاؤل و"الاطمئنان" وعصور مع أجيال مقبلة تحفظ لبلد الحرمين الشريفين أمنها واستقرارها وازدهارها وشموخ وعز بحكامها من"آل سعود"جيلا بعد جيل.
ـ سلمان وأخوه مقرن بن عبدالعزيز أرادا أن يعيشا حالة "الاطمئنان" وهما على قيد الحياة ليرى الأول قرارا حكيما ينفذ دون ندم ولا يلام عليه ،بينما الثاني يزهو بـ"شجاعة "الأبطال مترجلا معتذرا عن ولاية العهد ليكون فخورا بموقف سيبقى في ذاكرة التاريخ "ضامنا" بهذا الموقف المشرف بإعفائه بناء على طلبه نجاحاً يأمله لأمة وجيل قادم ممثلا في "المحمدين" محمد بن نايف وليا للعهد ومحمد بن سلمان وليا لولي العهد لمصلحة وطنية تتحقق على المدى القريب والبعيد وداعما لكل خطوة تحافظ على بقاء الدولة السعودية تحت راية التوحيد وبقيادة رجال عاهدوا الله بالإخلاص للدين والمليك والوطن وخدمة شعب وفي مخلص.
ـ في الختام هنيئا لك يا وطني بـ"سلمان"وأهلا ومرحبا بالمحمدين ابني نايف وسلمان.