|




عدنان جستنية
نزهة أم نزاهة؟!
2015-04-28
مع شراسة المنافسة الكروية في دوري جميل هذا الموسم على مستوى الصدارة والمراكز الأولى أو المراكز المهددة أنديتها بالهبوط، هناك من يخشى أن تفرز المباريات المتبقية وهي قليلة جدا مباريات "مبيوعة" كما يدور في الأفق من شائعات وتلميحات القصد منها له أكثر من مغزى وهدف يأتي في مقدمتها ما يمكن أن يؤخذ في خانة لفت نظر الاتحاد السعودي لكرة القدم ليأخذ احتياطاته اللازمة تجاه هذه المخاوف واللجان المهتمة التابعة له بما فيها لجنة نزاهة التي أعتقد أنها هي المعنية الأولى بمراقبة كافة المباريات وبالذات التي عليها ألف عين وعلى ضوء ننتائجها يتحدد مصير أندية لن تقبل بالظلم أو تلاعب ظاهر أو خفي يحبط جهد موسم كامل من العناء والعطاء.
ـ من وجهة نظري مثل هذه الجوانب الفنية "الحساسة" جدا في كرة القدم تحتاج إلى كفاءات "متخصصة" لديها حس فني عال جدا وقدرة فائقة وذكاء نسبي في فهم ماهو محيط بهذه المدورة المجنونة وفرز لأي محاولات العبث بالنتائج، ولا أدري حقيقة من تم اختيارهم لهذه المهمة هل يملكون هذه الكفاءة؟ أشك كثيرا في ذلك، حيث لا يكفي فهمهم للقانون أو خبرتهم البسيطة جدا في لعبة كرة القدم إذ أرى من الأفضل والمستحسن الاستعانة بخبرات "أجنبية" متخصصة ولديها شهادات معترف بها من الـ"فيفا". هذا إن أردنا ان نجعل من "نزاهة" مشروعا رباضيا ناجحا وليس "نزهة" لمرحلة قابلة للتجريب والتغيير الذي لا فائدة ولا جدوى منه.
ـ هذه هي الخطوة الأولى والسليمة التي يجب أن يتبعها اتحاد كرة القدم على أن تكون الكوادر السعودية دورها دور المراقب لتستفيد من هذه الخبرات من خلال إقامة ورش عمل ودورات نظرية وعملية والمشاركة في كل ما تقوم به من مهام رقابية وإدارية بحكم أن مهمة نزاهة لو أسندت إلى سعوديين كما هو الحال الآن، فإن اتحاد الكرة يعلن مقدما "فشلها" ولعل ما يواجه الحكم السعودي ولجان قضائية أخرى من تشكيك وحملات تسيئ للقائمين عليها دليل كاف على أن هذه التجربة سيكون مصيرها الفشل الذريع إلا إن كان الهدف من إنشاء "نزاهة" هو تحقيق مكاسب إعلامية لاتحاد اللعبة أو أن الإقدام عليها بمثابة "تجربة" لتسكيت الأفواه التي قد تشكك في "نزاهة" الدوري السعودي فكان لابد من القيام بإجراء "احترازي" يجنب الكرة السعودية أي محاولات تسيء لسمعتها فذلك تفكير يرجعنا لاتحادات سابقة كانت تقوم بمثل هذه الاجراءات وتجارب أضرت كثيرا بالكرة السعودية وأنديتها ومنتخباتها.
ـ بقدر ما أنني أرى أنها خطوة "حضارية" وقد وجدت القبول والترحيب من المجتع الرياضي من منظور "الاحتفاء" بمثل هذه التنظيمات المتبعة في الدول المتقدمة كرويا ناهيك أن الاتحاد الدولي لكرة القدم يحث عليها إلا أنني أرى من خلال شكلها العام لن تحقق "التطلعات" المرجوة منها بأي حال من الأحوال، ولهذا أتمنى من الاتحاد السعودي لكرة القدم الاستجابة لمقترح "الاستعانة" بالخبرات الأجنبية المتخصصة في هذا المجال هذا إن كان جادا بالفعل في حماية الكرة من أي"عبث" يسيء لسمعتها داخليا وخارجيا، والله من وراء القصد.
ـ إعلامنا الرياضي وبالذات "المرئي" منه يحتاج هو الآخر إلى "ضابط" نزاهة فبعدما سمعت مقدم أحد البرامج الرياضية يقدم لجمهور ناد كبير بشرى تخص وجود رعاة بالموسم المقبل بمبلغ قارب "المليار" ريال قلت لابد من حضور وتواجد لجنة "نزاهة" لتتولى مهمة "فحص" القائمين على هذه البرامج حتى لو اضطر الأمر إلى اتباع قانون "من أين لك هذا".