حينما ظل النصر على مدى "20" سنة خارج منظومة الكبار لم يستطع تحقيق بطولة الدوري كنا خلال سنواته العجاف نأمل أن يعود لمكانه الطبيعي منافساً ونداً قوياً مقارعاً لمنافسه التقليدي الموج الأزرق، والاتحاد الذي بات خلال عقد كامل يشكل مع الهلال معادلة جديدة في مسيرة الكرة السعودية ومنافسات بطولاتها المحلية، ورقماً صعباً لوحده في البطولات الخارجية.
ـ هناك من أفرط في دعمه للنصر متمنياً أن يحصل على اللقب "المحروم" منه بأي طريقة حتى لو كان بالحظ وبركلة جزاء غير صحيحة، المهم أن يرجع نصر ماجد عبدالله ومحيسن الجمعان ويوسف الخميس وفهد الهريفي. نصر بنى هيبته ومكانته المؤسس الراحل الأمير عبدالرحمن بن سعود "رحمه الله".
ـ عاد النصر في الموسم الماضي محققاً بطولتي كأس ولي العهد ثم الدوري عن جدارة واستحقاق وليس كما يدعي ويروج البعض بواسطة "الدفع الرباعي" إنما عبر عمل دؤوب وفكر طارد لليأس والإحباط ومعاول الهدم والتخريب ففرحنا لـ"بطل لا تكلمني" من أعماقنا وصفقنا بحرارة لرئيسه المناضل "المحارب" فيصل بن تركي ومدربه الطبيب (النفسي) كارينيو الذي توفر له الدواء فأحسن استخدامه فقضى على "العقدة" المزمنة ومرض فقد الأمل في علاجه.
ـ في الموسم الحالي طل علينا الأهلي بطلته البهية الجنونية ـ وما أدراك ما الأهلي ـ إن حضر بعنفوانه وشموخ تاريخه وعاد كما كان"مرعباً" بفرقة رعب مازالت في الذاكرة وهو الذي غاب عن مسرح الكبار "34" سنة عاجزا عن تحقيق بطولة الدوري حتى أن محبيه أصبحوا "متخاصمين" مع الأمل خصومة أشبه بالقطيعة ولكن مع تجدد الروح والاعتراف بأزمة فقدان "الثقة" شاهدنا أهلي هذا الموسم"غير" ومختلف تماما عن سنوات "الحرمان".
ـ تصالح رموزه ومجانينه مع "الأمل" لنراه اليوم في قمة عافيته وروعة المنافس الشرس النزيه جدا، وفي ملامحه بطل "متوج" ببطولة النادي الأوحد في العالم الذي لم يخسر حتى كتابة هذه السطور ولعمري إنه إنجاز "تاريخي" يدعوني إلى التعاطف معه ولن أجد حرجاً إن طلبت من النصر "الحقيقي" أن يروح له مقدماً "السمع والطاعة" ممتثلا صاغرا لأوامر"العقيد" مع إقراري بحقوق بطل لن يتخلى بسهولة عن عرشه وهنا بيت القصيد، وإقراري أيضا أن أهلي "الرعب" ليس في حاجة إلى كلماتي وعبارات تتعاطف معه شفقة بتاريخه أو تضامناً مع إنجاز فريد قد يدخله موسعة جينس للأرقام القياسية.
ـ في قمة "الأحد" المنتظرة ببن المتصدر والوصيف الكل فيما عدا النصراويين يتمنون فوزاً ونصراً فتاكاً لأهلي "السومة" مدمر الآمال والأحلام ليس كرهاً في النصر وحباً في الأهلي إنما طمعاً في الإثارة والتشويق في دوري جميل وبصيص "معجزة" تراود الاتحاديين والهلاليين معا أرى أنه من سابع المستحيلات تحقيقها، وإن فعلها نصر "حسين عبدالغني" وهي التسمية "المجازية" التي تنصف هذا القائد وتعطيه حقه الذي يستحقه فله الفضل أيضا فيما تحقق لنادي النصر "الجديد" شاء من شاء وأبى من أبى، وأحسب أن "أبا عمر" سيكون في معركة الأحد لاعبا يلعب بـ"قلبين" قلب لمعشوقه الأول وقلب لحبيبه الثاني.
ـ أعود وأقول إن فعلها نصر"عبدالغني" فتلك نهاية الدوري وبطل سيظل بطلاً لمواسم مقبلة وعلى الأهلي والاتحاد والهلال الاعتراف بأنه "زمن النصر" ويعيشوا نفس المرحلة التي مر بها وليبقوا أعواماً في قائمة الانتظار، أما إن "راح" النصر للقلعة الخضراء فأهلاً ومرحباً بدوري "ولع" ولع.