السعوديون سيعودون أبطالاً لآسيا هذه العبارة ليست من بنات أفكاري أو جاءت نتاج فرحة غامرة انفعالية عاطفية صدرت من الإعلام السعودي عقب الفوز الكبير والجميل الذي حققه منتخبنا الوطني يوم الأربعاء الماضي على منتخب كوريا الشمالية إنما هي عبارة أول من أطلقها هو المدرب الروماني كوزمين في أول اجتماع له مع اللاعبين بعد توليه مهمة ومسؤولية تدريب الأخضر،والذي (تجاهلها) إعلامنا وحول اتجاه تركيزه على عبارة أخرى قالها كوزمين تتعلق من أجل(خاطر) من وافق على إعارته من الأهلي الإماراتي للمنتخب السعودي دون أن (يتعمق) في أبعادها وأهدافها.
-مدرب تردد كثيرا قي قبول مهمة تدريب منتخب أمامه تحقيق إنجاز صعب جدا في فترة زمنية قصيرة لا تسمح له ببلوغه وهو الذي كاد أن يتراجع أيضا عن قبول هذه المهمة بعد رفض طلبه بتأجيل مباريات الأسبوع الأخير من الدور الأول ، فمهما كانت قدرات كوزمين التدريبية ما الذي جعله يندفع ويطلق هذه العبارة (التفاؤلية)المحاطة بكثير من المخاطر تجاه مستقبل لا يعلم به إلا الله؟
-سؤال لابد أنه تبادر إلى الأذهان أو ربما لم يحظ بذلك الاهتمام من منظور مرتبط بحالة تستدعي من المدرب رفع معنويات لاعبين محبطين جدا على مستوى كافة الأصعدة بدءاً من أنديتهم واتحاد(محارب) ثم منتخب(الثقة)مفقودة فيه وانتهاء بأعلام وجمهور متشائم ساخط فلجأ إلى العامل النفسي أولا قبل الفني لإخراجهم من ذلك الاحباط المسيطر على عقولهم ومشاعرهم فقال لهم عبارته (ستعودون).
-من وجهة نظري أن كلمة(السر) التي لعب على وترها المدرب الخبير كوزمين لا يمكن اختصارها في رفع المعنويات فحسب إنما لها أهداف أخرى حول مدرب (واثق) من نفسه أولا ثم (مؤمن)واثق بقدرت لاعبين يملكون الموهبة الكروية والقدرات الفنية القادرة على عودة الكرة السعودية إلى مكانها الطبيعي لو تم الاهتمام بها عبر (توظيف)حقيقي لامكاناتهم، ولعل من شاهد الأخضر بالشوط الثاني أمام الصين ثم أمام كوريا الشمالية يدرك تماما أن منتخبنا على أبواب قفزة فنية على مستوى الأداء الفني والانتصارات ثم الإنجاز.
_أعلم أن هناك من سيقول(على هونك) مباراة واحدة غير كافية للحكم على المدرب وربما يتغير هذا الانطباع في حالة خروجنا مبكرا يوم الأحد أمام المنتخب الأوزبكي، وأنا هنا لا اتفق مع هذا القول لأن كوزمين الذي سيرحل آجلا أو عاجلا كشف لنا أين موقع (الخلل)الحقيقي الذي يعاني منه منتخبنا وهو اختيار المدرب(الكفء) والعناصر المميزة التي تستطيع ترجمة أفكاره على أرضية الملعب وبمقدوره هذا المدرب في المقام الأول إبراز هذا التميزعبر(إبداع) كروي لمسنا ملامحه في تلك (الرباعية)التاريخية الممتعة.
-ستعودون أبطالا لآسيا يجب أن تتكرر هذه العبارة على مسمع اللاعبين قبل مواجهة الأحد وتتخذ(شعارا) للمرحلة المقبلة سواء كسب الأخضر أو خسر مع أنني (متفائل) بنسبة كبيرة و بـ(ثلاثية)يظفر بها منتخبنا بعون الله وتوفيقه وبالتالي يتأهل لدور الثمانية هذا لو لعب المدرب بطريقة"4.4.2" وظهر اللاعبون بنفس الروح القتالية والانضباط التكتيكي والثقة بتحقيق الفوز.
_على الصقر أن يكون حذرا من حصوله على البطاقات الملونة لكيلا يحرج المنتخب الذي هو الآن في هذه المرحلة تحديدا في أمس الحاجة إلى خدماته.