كلنا فرحنا فرحاً غير طبيعي بشركة (أرامكو)، وأشدنا إشادة غير طبيعية بالعمل (الخرافي) الذي قامت به عبر إنشاء (ملعب الجوهرة) المضيئة وفي فترة زمنية قياسية كمنجز حضاري يضاهي الملاعب العالمية حيث احتفت الصحافة الورقية بكافة تخصصاتها والبرامج الرياضية في معظم القنوات الفضايية المحلية والخليجية والعربية بهذه الشركة العملاقة والتحفة المعمارية إلا أن فرحتنا بالملعب (الأسطوري) الذي قام بتدشينه في حفل افتتاح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في ليلة تاريخية كانت في نهائي كأس يحمل اسمه الكريم (تبخرت) ونحن نسمع ونقرأ بأن هناك إصلاحات في المنشأة تمنع الاتحاد والأهلي من إقامة بعض مبارياتهما في الدور الأول.
ـ لا أظن أن الشركة التي حظيت بثقة ولاة الأمر كان الهدف من حفل الافتتاح هو (استغلال) مناسبة النهائي لتحصل على (هيلمة) إعلامية فنية فهي غنية عن هذا (الشو) أو أنها بحكم (الاستقلالية) الممنوحة لها أصبحت هي (الحاكم) للجوهرة المضيئة هي من تتحكم في شعاع نورها متى (تطفئها) تحت ذريعة (الجوهرة) مغلقة للصيانة وممنوع إقامة المباريات عليها لتؤجل حتى تنتهي من الإصلاحات المتبقية إذ أنه من غير المعقول قبول هذا (العذر) خاصة إن علمنا أن الفارق الزمني بين النهائي الذي أقيم وبداية الدوري السعودي وأول مباريات الاتحاد والأهلي تصل إلى مايقارب الثلاثة أشهر وبما يكفي لإنهاء هذه الإصلاحات حتى وإن كانت المهمة صعبة تتعلق بـ(أرضية) الملعب حول عيوب لم تكتشف إلا يوم الافتتاح فتلك مشكلة تخص شركة وفرت لها إمكانات و(امتيازات) ما لم تتوفر لغيرها ومثلما احتفينا بها وبضخامة الإنجاز الذي حققته فإنني لا أستطيع أن أصدق هذا (المبرر)، من الممكن أن يكون صحيحا ولو صدر وحدث من شركة من شركات (المقاولات) لقبلنا به فقد (تعودنا) على مثل هذه الفوضى وعشناها في كثير من المنشآت الرياضية وغيرها على مستوى الطرق والمواصلات ومبانٍ حكومية وأكبر مثال ملعب الأمير عبدالله الفيصل والذي مر بمسلسل من التأجيلات وتعاقبت على إعادة تأهيله وترميمه أكثر من شركة.
ـ من المعروف لدى الجميع أن شركة أرامكو منذ اليوم الأول بإسناد مهمة بناء ملعب (الجوهرة المضيئة) لها أنها كانت تحظى بمعاملة (خاصة) وهي تستحق بحكم سمعتها ومكانتها وحرص القائمين عليها ألا تواجه في كل مراحل هذا التكليف أي معوقات (بيروقراطية) وهذا ماجعل الرئاسة العامة لرعاية الشباب في الفترة السابقة والحالية وكذلك الاتحاد السعودي لكرة القدم خارج (الصلاحية) من جهة المرجعية التي تسمح لكلتا هاتين الجهتين أنه بعد افتتاح الملعب استلامه من الشركة، ويقال إن السبب ليس بإرادتهما يعود إلى أن أرامكو رفضت تسليمه وهذا مبرر آخر يفسر أن هذا هو السبب الحقيقي للمنع والتأجيل حتى يضمن سلامة وتشغيله من قبل كفاءات (متدربة) تحصل على (تأهيل) مسبق إداري وفني للكوادر تقوم باختيارها وتعينها الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وهذه هي نقطة الخلاف الرئيسية، وليس كما أثير إعلاميا أن الملعب يحتاج إلى إصلاحات.
ـ عذر الإصلاحات أراه كما أسلفت مبررا غير مقبول، بينما التأهيل أراه مقنعاً ويشكر القائمون على هذا المشروع بشركة أرامكو على هذه النوعية العالية من الفكر والذي إن كان صحيحاً رغبتهم في المحافظة على (الجوهرة المضيئة) لكيلا يتعرض ملعب (عالمي) للتخريب وإهدار ملايين صرفت على إنشائه وصيانته فإن السؤال الذي يطرح نفسه تلقائيا وبمنتهى الصراحة و(الشفافية) ماهو ذنب ناديي الاتحاد والأهلي في كل هذه (المماطلة) وأن يواصلا معاناة الموسم الماضي ولو لمباراة واحدة وبالتالي استمرارية فقدانهما (حقاً) من حقوقهما وحق جماهيرهما والمتوفرة لبقية الأندية الأخرى في دوري جميل ليدخلا منافسة من بدايتها غير (متكافئة) ولمصلحة من هذه (الحوسة) من خلافات، أتمنى أن أجد إجابة على هذا السؤال.
ـ أخشى أن تمتد هذه المعاناة إلى حرمان (نادي الوطن) ـ اللقب الذي أطلقه خادم الحرمين على نادي الاتحاد من لعب أول مواجهة له في البطولة الآسيوية ويلعب مباراته أمام العين الإماراتي في ملعب الشرائع بسبب هذا الخلافات أو ذريعة الملعب (مغلق للإصلاح والصيانة) وبما يطرح سؤالا مهماً و(منطقياً) أيهما أهم مباراة الافتتاح مع "جل احترامنا وتقديرنا الكامل للمناسبة ، أم مباراة يلعب فيها (ممثل) الوطن مواجهة مصيرية ويحتاج إلى دعمه من كل محبي هذا الوطن؟ سؤال آخر أتمنى أن أجد إجابة له مثل سابقه، المهم أن أتشرف برد (رسمي) على كلا السؤالين، فهل من مجيب؟ (الله أعلم).