|




عدنان جستنية
يا ليتني سامي .. وأبكي تحت الشور
2014-06-06

لن أبالغ إن قلت إن معظم اللاعبين السابقين والمدربين السعودين المتواجدين حاليا في الساحة الرياضية لسان حالهم كل واحد منهم يقول (يا ليتني سامي وأبكي تحت الشور) ذلك أن حالة التمني تأخذ سمة (الغيرة) المحمودة التي أرجو ألا تصل إلى مرحلة (الحسد) وذلك من منظور حجم الاهتمام الإعلامي الذي حظي به سامي الجابر حينما كان لاعبا حيث وجد دعما أغرب من الخيال (صنع) منه اسماً لامعاً في ناديه وفي الكرة السعودية حتى تحول إلى (أسطورة) من وجهة نظر محبيه وإعلام مؤازر بقوة له.

ـ نفس الشيء ظفربه أيضا منذ أن قرر الانخراط في سلك التدريب وعزمه أن يصبح مدرباً إلى يومنا هذا فلكم أن تتتابعوا ماكتب عنه مع أول دورة تدريبية شارك فيها خارج المملكة وما نشر عنها من أفلام ومسلسلات حتى وهو متواجد كمساعد مدرب في النادي الفرنسي عبر متابعة تلفزيونية خاصة ذكرتني ببرنامج تلفزيوني كان يقدم على الشاشة السعودية في التسعينات الهجرية من القرن الماضي عنوانه (أبناؤنا في الخارج) وكأنه الوحيد الذي التحق بدورات تدريبية فهناك من اللاعبين السابقين من سبقوه إلا أنهم لم يجدوا الاهتمام ولو بخبر واحد وعادوا للوطن ومعهم شهادات تدريبية تفوق (حبيب الكل) سامي.

ـ حينما أنقل للقارئ الكريم جزءا يسيرا من الاهتمام والدعم الذي حظي به الجابر في مسيرته الكروية لاعبا ثم مدربا مازال في بداية الطريق عومل وكأنه مدرب (عالمي) وهو مازال (سنة أولى تدريب) فإنني في الواقع أستشعر مشاعر زملائه اللاعبين الأفضل منه (موهبة) لو نالوا نصف ما ناله فإنني أكاد أسمع أصواتهم وهم يقولون (آه ياريت) لكان لنا تواجد أفضل في أنديتنا ولساهمنا في إنجازات أكثر لمنتخبنا الوطني ولكن (الدنيا حظوظ) وحظنا رمانا في سكة التائهين مع إعلام كان ومازال موجها بوصلته في اتجاه واحد وهذا هو السبب الذي جعل الكرة السعودية بعد إنجاز (أمريكا) عام94م تدور في فلك واحد وبرواز لم تخرج منه.

ـ لكم أن تتصوروا كم عدد المدربين السعوديين الذين لو أخذوا فرصتهم في التدريب ومنحوا ذات الثقة والدعم الاعلامي الذي حصل عليه (أبوعبدالله) لأصبح عندنا اليوم عدد لابأس بهم من المدربين في أنديتنا وربما أكثر من (ناصر جوهر) مدربا لمنتخبنا الوطني الأول.

ـ من المفارقات العجيبة والغريبة أن هذا الإعلام حينما واجه حقيقة أن بإمكانه صناعة لاعب كـ(نجم) في كرة القدم استثمر شعبية ناديه وذكاء اللاعب أيضا إلا أنه لايستطيع (صناعة) مدرب، وهذا ما اكتشفه بنفسه المدرب الوطني سامي الجابر مؤخراً وظهر جلياً في حديثه للزميل مصطفى الأغا أثناء استضافته له عبر برنامج (صدى الملاعب) حينما قال سأخوض التجربة بنفسي كسامي الجابر بعيدا عن انتمائي لنادي الهلال، فلم أعد (هلاليا) بمعنى آخر أنه وصل بعد عزله من تدريب الفريق الهلالي إلى (قناعة) تامة بأن يكتب اسمه كمدرب بـ(استقلالية) تفرض الاعتراف به بجهده وعطائه ونجاحات ملموسة في الميدان، وهو قرار يمثل نقطة تحول مهمة وبمثابة (صحوة) بعدما فاق وهو تحت (الشور) يبكي من هول شدة الصدمة التي لم يكن يتوقعها من محبيه والداعمين له طيلة مشواره الكروي.

ـ وعلى الرغم من هذه الصحوة وما سبقها من صدمة فإن أي مدرب سعودي لن يتخلى عن آهات تتغلغل في صدره قهرا وأمنية يرددها بينه وبين نفسه مرات ومرات قائلا (يا ليتني سامي وأبكي تحت الشور) كان شفتم مني نجاحات تفتخرون بها وأكبر مثال عندكم خليل الزياني وناصر الجوهر وخالد القروني الذين لم يجدوا ذلك الدعم الإعلامي ولم يكونوا على مستوى الذكاء الذي يتمتع به سامي الجابر الذي أعتبره أذكى لاعب سعودي أنجبته الكرة السعودية، ويليه كابتن نادي النصر حسين عبدالغني.. وأعظم هذا الذكاء تقبله لقرار مثله مثل أي مدرب سيمر بمحطات سعيدة وحزينة في حياته ومشواره التدريبي.