اختلفت الآراء بين الاتحاديين في مواقع التواصل الاجتماعي (تويتر والفيس بوك والواتس أب) حول مسببات غياب نسبة كبيرة من أعضاء الجمعية العمومية لنادي الاتحاد للتصويت على العشرة أعضاء من بين ثمانية عشر عضوا ليكتمل النصاب النظامي لمجلس الإدارة مما أدى إلى تأجيلها فمنهم من علل السبب متضامناً مع رؤية رئيس النادي إبراهيم البلوي الذي صرح قائلا (مسافرين) محددا العدد بـ(70) عضوا، بينما هناك من جيّر ذلك الغياب إلى تجاهل الرئيس توجيه الدعوة لهم، في حين ظهرت تبريرات أخرى في اتجاه أن (غفوة) العصرية هي التي حالت دون حضور هذه النسبة الكبيرة (المتعودة) على النوم في هذا التوقيت، مطالبين مدير مكتب رعاية الشباب بجدة بتأخير موعد نهاية التصويت للانتخابات المقبلة التي ستتم بعد أسبوعين حتى الساعة (8.30) مساء، أما آخر التعليلات فاتجهت إلى أن السبب الحقيقي هو عدم اقتناعهم بالمرشحين وغياب (رجال الأعمال) الذين اعتمد عليهم البلوي في حملته الانتخابية كـ(بديل) لمجلس غير متوافق معه وفقاً لتصريحات فضائية أطلقها حينما رشح نفسه لكرسي الرئاسة حيث فقد (مصداقيته) عند الناخبين وعلى وجه الخصوص الكتلة التي انتخبته وذلك في كثير من (الوعود) التي أطلقها وتعهد بها قبل وبعد انتخابه، وليس فقط فيما يخص وعد رجال الأعمال.
ـ كل هذه الآراء (الاتحادية) المتباينة حرصت على ذكرها وطرحها كماهي في هذا الهمس بكل ما تضمنته من (اختلاف)، أما آراء الإعلاميين بصرف النظر عن ميولاتهم الرياضية فهناك عدد كبير من سل (سيف) الكلمة على الكراسي الخاوية بالجمعية العمومية وقام بتوجيه انتقادات حادة للغائبين لـ(لتقصيرهم) في حق ناديهم الذين لم يقدروا الفترة الحرجة التي يمر بها حاليا وهو مقبل على بطولة قارية فرضت وجود مجلس إدارة منتخب حتى تسمح لهم لجنة الاحتراف بتسجيل لاعبين محليين وأجانب بعدما تلغي الرئاسة العامة لرعاية الشباب (الحظر) المسبب الذي أقرته والذين حسب وجهة نظر هؤلاء الإعلاميين أنهم انساقوا نحو خلافاتهم واختلافاتهم وشلليتهم لتصفية حسابات مع البلوي طغت على (مصلحة) الكيان.
ـ لن ألتفت إلى استنتاجات الاتحاديين بما فيها من وجهات نظر قد تكون بالفعل قد وفقت في تشخيص (العلة) التي أدت إلى ذلك الغياب المستغرب والكراسي الخاوية أو العكس أخفقت، ذلك أنها انقادت نحو مشاعر (عاطفية) لا تلام عليها في جميع الأحوال ولكن (المضحك) بالنسبة لي والمبكي أيضا أن أسمع من لهم علاقة بـ(الكلمة) تتجه آراؤهم نحو زاوية (ضيقة) جدا حينما ربطوا ذلك الغياب بالخلافات والشللية وتصفيات الحسابات وهم بذلك يقدمون للمتلقي دليلا (قاطعاً) على مدى حجم (جهلهم) بما تعنيه الانتخابات تمنح الناخبين وغير الناخبين من أعضاء الجمعية العمومية (حق) التصويت و(حرية) الاختيار، ودليل آخر يدل على أن كل أطروحاتهم السابقة مكتوبة أو مرئية أو مسموعة عن دعم الانتخابات حرصاً على نشر (الديمقراطية) في مجتمع يجب أن يتخلص من الرأي الانفرادي وسلطة تفرض على الأندية قرار (التكليف) ماهي إلا آراء غير (مقتنعين) بها أو أنهم عقولهم خاوية مثل تلك الكراسي الخاوية.
ـ كنت أتمنى من زملاء الحرف أن يتعاملوا مع هذا الغياب من منظور يعتمد على مبررات ظاهرها في الواقع (احتجاج) له معانيه المنطقية ربما في تدخل الرئاسة العامة لرعاية الشباب كـ(رسالة) يعبرون من خلالها عن رفضهم لقرار (الإحلال) الذي اتخذه الرئيس العام تجاه مجلس الإدارة السابق الذي لا يستند على (نظام) أو أن سبب عدم حضورهم يعود إلى تحول في الموقف نتيجة لفترة الثلاثة أشهر التي أمضاها رئيس النادي الحالي (إبراهيم البلوي) دون أن يلمسوا منها تطبيقاً عملياً على أرض الواقع لبرنامجه الانتخابي أو وعود قطعها على نفسه لم يلتزم بتنفيذ واحدة منها ويطالبوه من باب (النصيحة) فقط استثمار الأسبوعين المقبلين بتقديم (شواهد) صادقة تدفعهم إلى التواجد في يوم الانتخابات والمساهمة في اختيار بقية مجلس الادارة.
ـ نظرتي الشخصية لهذا الغياب أرى أنه تحول (إيجابي) جدا في (ثقافة) الانتخابات قدمه لنا أعضاء الجمعية العمومية بنادي الاتحاد تحفز رئيسه خلال الأسبوعين المقبلين على تغيير قناعاتهم نحوه لعله (ينجح) من خلال التعاقد مع لاعبين محليين وأجانب تعيد (سيرة) أخيه الحسنة ونجاحاته في هذا الجانب وكذلك صرف رواتب العاملين وتسديد المستحقات المتأخرة للاعبين بما يشفع له عندهم بالحضور المكثف بالجمعية العمومية المقبلة، أما إن فشل فسيكون في وضع (خطير) جدا يعطي انطباعاً للرئيس العام لرعاية الشباب والرأي العام بأنه غير مرغوب فيه وفي هذه الحالة تعقد الجمعية العمومية من جديد لانتخاب رئيس ومجلس إدارة من جديد.