من خلال متابعة طويلة للإعلامي الزميل العزيز بتال القوس الذي لا أدري إن كان يحق لي بمنحه لقب (عفريت) الشاشة الرياضية ذلك أنني أجد فيه حساً إعلاميا عالياً جداً سواء من خلال فكره الذي يطل علينا فضائيا عبر برنامجه الناجح (في المرمى) أو مقالاته الصحفية أو تغريداته التويترية، وتعجبني (المهنية) التي يتمتع بها أحيانا كثيرة من خلال متابعة تدور في جوانب غائبة غفل عن الاهتمام بها من لهم علاقة بالإعلام حول قضايا رياضية فيغوص في أدق تفاصيلها حتى وإن كانت صغيرة جدا إلا أنه يفاجئ المشاهد بقنبلة مدوية تظهر في تقرير مصور أو حوار أو قصة خبرية أو لقطة ختام قاتلة.
ـ سئل الزميل بتال من أحد المتابعين له في تويتر لماذا غاب برنامجه الفضائي عن تناول احتجاج إدارة نادي الانحاد ضد النادي الأهلي بخصوص اللاعب الذي سجل بطريقة (مخالفة) للأنظمة فرد عليه بتغريدة مختصرة (أنا ما أدخل قضايا خسرانة) هذه الإجابة من إعلامي (مخضرم) وخبير استوقفتني طويلا بحكم أنه لم يوفق من وجهة نظري فيها إلا إذا كان تعامله مع هذه القضية مبنياً على معلومة قانونية نظامية أن الادارة الاتحادية سوف (تخسر) احتجاجها أو أن اتحاد كرة القدم عن طريق إحدى لجانه سوف (تجامل) إدارة النادي الأهلي ولهذا فضل أن يصبح دوره في موقف (المتفرج) فيكون موقفه في هذه الحالة غير(عملي) ويفتقد في ذات الوقت إلى (المنطق) ذلك أنه ليس طرفاً في القضية ومثل هذه القضايا بصرف النظر من الكاسب أو الخاسر تعتبر من صميم مهام العمل الإعلامي (المحترف) وتعد بمثابة فرصة جيدة لتنوير و(توعية) المتلقي في جوانب تحتاج إلى بحث وتنقيب من ذوي (الاختصاص) تساعد على تثقيفه ناهيكم عن تفاعل له تأثيره الايجابي يستفيد منه أحد أطراف القضية خاصة إن تم مناقشتها برؤية فكر (حيادي) تدخلت فيه جهات محلية وأجنبية لها علاقة بالقانون.
ـ أرجو ألا يفهم الزميل الصديق بتال وجهة نظري أنني أحاول استعراض عضلاتي في تقديم دروس خاصة في العمل الإعلامي فهو في الحقيقة (معلم) وأستاذ بدرجة امتياز وسبق لبرنامجه الدخول في مثل هذه القضايا وأقل منها ونجح كثيرا في كسب معركتها لمصلحة مشاهد أشبه بمتفرج في ملعب كرة ينتظر صافرة حكم عادلة، وهناك أيضا قضايا قليلة جدا (خسرها) من يدعي أنه لايحب الدخول في قضايا خسرانة ولا أريد تذكيره بها.
ـ لولا معرفتي بشخصية هذا الإعلامي (المحنك) لما ترددت في تفسير رده على أنه نوع من (الهروب) خوفا من أن (يغضب) أحد الطرفين و(مجاملة) أكثر للخاسر وهذا الخاسر ليس بالضروري أن يكون على طريقة حبيبنا رئيس لجنة الاحتراف الدكتور عبدالله البرقان وتغريدته الشهيرة التي بدأها بـ(يؤسفنا) إنما تأخذ اتجاه متصلا بمن لهم صلة بالقوانين الدولية في أعلى سلطة كروية بالعالم (فيفا) يقدم أحد منسوبيها رأياً قانونيا (مقنعاً) للجميع سواء الاتحاديين أو الأهلاويين بشرط ألا يكون هذا التواصل (أحاديا) من خلف الكواليس على طريقة الرئاسة العامة لرعاية الشباب عندما تحاول اللجوء إلى استخدام (الفيتو) في محاولة منها لتهدئة الأمور وبالتالي (تقوية) موقف قرار اتخذته.
ـ وبما أن قضية الاحتجاج مازالت منظورة لدى لجنة الاستئناف حسب تصريح رئيس نادي الاتحاد الذي قال لزميلنا ماجد التويجري إن النادي سوف يقدم استئنافا فيا حبذا لو أن برنامج (في المرمى) قام بفتح القضية لمعرفة إن كان موقف البلوي إبراهيم على (صح) في احتجاجه أم على (خطأ) معتمدا على مواقع إلكترونية حسبما أوضحت لجنة الانضباط في رفضها وبالتالي كان هذا الاحتجاج الغاية منه (امتصاص) غضب الجمهور الاتحادي أو إن كان بالفعل على (حق) خاصة أن لجنة الانضباط بعد بيانها (التوضيحي) حول البلطان وقرارات سابقة لها ليس (مشكوكاً) في عدالتها فحسب، إنما أيضا باتت (الثقة) في رئيسها وأعضائها بالكامل مفقودة تماما، كما أن جميع البرامج الرياضية لم تتناول هذه القضية كما كانت تفعل في السابق (تعمل من الحبة قبة) وبالذات عندما كانت تفتح ملفات قضايا خلافات (اتحادية اتحادية) بين أبناء النادي الواحد، فما الذي تغير، وهل السبب يعود إلى أن نظرتها بنفس نظرة الزميل بتال القوس عدم الدخول في قضايا خسرانة أم (هروباً) مفتعلا خوفا من توضيح (الحقيقة) سواء في مصلحة الأهلي أو الاتحاد (قاتل الله الخوف) وأعوانه والداعمين له بأي حال من الأحوال، وسامحونا.