اعتذارالمشرف العام على المنتخب الأول سلمان القريني، أو خطاب (الاستقالة) الذي قدمه لرئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أعتقد أنه يأتي في مقدمة المواضيع التي سوف تثير علامات استفهام وتعجب كبيرة حول(المسببات)التي دفعته إلى اتخاذ هذا القرار وتحديدا في هذا التوقيت، فالمبررات التي ذكرها عبر برنامج (في المرمى) والتي ربطها بانتهاء فترة (تكليفه) أراها غير مقنعة لي ولغيري ممن يهمهم معرفة الحقيقة وههمهم أكثر استمرار (نجاحات) لمنتخبنا الوطني الأول باتت ملموسة في إنجاز أوصله لنهائيات البطولة الآسيوية والذي لايمكن لـ(منصف)حصره في جوانب فنية فحسب تخص المدرب(لوبيز) إنما منظومة متكاملة ساهمت في تحقيقه، ومن بين من كان له دور في هذا التأهل هو من فاجأنا بخبر استقالته.
- صحيح إن القرار كان مفاجئاً جدا ذلك لأننا لم نتعود في وسطنا الرياضي وغيره من يقدم على مثل هذه الخطوة إلا في (النادر) مما يجعلها تتحول في نظرة تقييمنا لها إلى أنها مبادرة نضعها في مرتبة(الشجاعة)، ونصف من يقدم عليها بـ(البطل). وهناك من يباركها ويثني عليه في آن واحد، ولكن في ظل الظروف الحالية (المتفائلة) بعودة الأخضر إلى سابق عهده وليست (إخفاقات) تفرض التغيير السريع أوالبحث عن(كبش فداء) كما جرت العادة في كل الفترات السابقة، أو مؤشرات واضحة عبر وسائل الإعلام تدل على وجود خلافات أو حالة من عدم الرضا عما يقدمه المشرف العام على إدارة المنتخب.. أصابني هذا الخبر في الواقع حينما استمعت إليه بـ(الصدمة) وكذلك في نفس الوقت بـ(القلق) ولسان حالي يقول لابد أن(بالإكمة ماوراءها).
- منطق(النجاح) وردود فعله في كثير من الأحيان يدعوك في لحظات السعادة بالإصرار الشديد على تكملة المشوار إلا في حالتين، الأولى إن أجواء العمل لم تعد(صحية) وإن هذا النجاح أخذ منحنى آخر غير بعض النفوس أو(القناعات) التي شكلت فيما مضى فريق عمل واحد.. بالتالي كونت لديك خوفا من سقوط ذريع قد تتحمل الجزء الأكبر من مسؤوليته بقبولك أخطاء ستلوم نفسك ويلومك الآخرون عليها لأنك لم تتخذ في حينها إجراء حاسما حفاظا على (مغريات) الكرسي، فلم يكن أمامك من خيار إلا الرحيل بشرف مرفوع الرأس أو أن اتحاد كرة القدم لعدم(رضاه)عن العمل الذي تؤديه كان هو صاحب القرار ولم يجد بديلاً أفضل وأنسب يحفظ ماء الوجه لكل الأطراف إلا الخروج بسلام من خلال اعتذار مؤدب ورد متفق عليه يصدر بعد يوم أو يومين بـ(القبول) والقلب داعٍ لك.
- من وجهة نظري إن الخيار الأول هو ما ينطبق على حالة المشرف العام على المنتخب الوطني (المعتذر) أو المستقيل، ولعل الذي كون لدي هذا الانطباع الشخصي أن سيرة(سلمان القريني) العملية وسلوكه العام أعطاني شعوراً بأنه لم يقدم على هذه الخطوة (الجريئة) إلا بعدما نفدت كل الخطوات الدبلوماسية نحو جوانب تحتاج من اتحاد الكرة إلى(دعم) لعله أشار إليها في خضم حديثه الفضائي لم ينتبه إليها زميلنا بتال القوس حينما قال (إن الفترة الماضية كنا نعمل وفق اجتهادات فرضتها ظروف المرحلة نفسها، والمرحلة المقبلة تحتاج إلى استراتيجية مختلفة تبدأ بعمل"مؤسساتي"على مستوى اتحاد القدم أولا، وثانيا تغير "الأدوات والوسائل")، وبدوري أضع على عبارة"الأدوات والوسائل"ألف خط، وأعتقد إنهاهي(بيت القصيد) وصراحته بأنه لن يتراجع عن قراره ليقينه بأن هذه الوسائل والأدوات لن تتغير، بمعنى أكثر وضوحا أنه معترض على إبقاء (لوبيز) مدربا للمنتخب لاختلاف المرحلة، وإن العمل (المؤسساتي) في اتحاد القدم مفقود تماما، فالقرار يتخذ بشكل (انفرادي) وهذا مادعاه إلى اعتبار اعتذاره بمثابة استقالة لارجعة فيها كتسجيل موقف واضح لعل هناك من يفهم في مجلس الإدارة ويستوعب أبعاده ومسبباته ثم يتحمل فيما بعد تبعاته.
-هذا الموقف الواضح والصريح يدعوني إلى مطالبة رئيس الاتحاد أحمد عيد وأعضاء مجلس الإدارة إلى قراءة التقرير المقدم منه بتأن وروية وأن يتم اتخاذ القرار إما بـ(رفض) الاستقالة بحكم أن ابتعاد القريني عن إدارة المنتخب لست مبالغا إن قلت إنه سيمثل خطأ فادحا وخسارة أيضا فادحة أو(قبولها) لمسببات مقنعة قوية جدا لغالبية معظم أعضاء المجلس تجعل الخيار الثاني المشار إليه هو الحل الأنسب له ولفريق العمل بالمنتخب الوطني.. والله من وراء القصد.