قبل أن أوجه اهتمامي نحو الصحافة الرياضية وقبل معرفتي بمايدور في أروقتها ودهاليزها الفسيحة والملتهبة كنت بحكم الميول عندما تدهورت نتائج فريق نادي الاتحاد الكروي او تثار حول رئيسه او مدربه مشكلة تغريني عناوين احدى الصحف التي تصدر من جدة وهي جريدة المدينة الرياضية حيث كان القائمون على تحرير صفحاتها في تلك الحقبة الزمنية (يبدعون)في كتابة (المانشتات)المثيرة ومن بينها عنوان بالبنط العريض (جماهير الاتحاد تقتحم مقر النادي وتطالب الرئيس او المدرب بالاستقالة) ثم اقرأ تفاصيل الخبر الذي يشير في مضمونه الى حشود هائلة تجمهرت داخل وخارج النادي اذا تواجدت معبرة عن استيائها ورغبتها التي تنصب في نفس اتجاه وتوجه الحرب الصحفية الموجهة من الصحيفة ذاتها ،الموضوع الرئيس او المدرب تحت المجهر وتحت (الضرس)وكنت في ذلك السن يستهويني هذا الفكر الصحفي و(اتحمس) له كثيرا معتقدا ان الصحيفة تعبر عن آراء الغالبية العظمى من الجماهير واحسب ظنا مبنيا على الخيال ان عدد هذه الجماهير يصل الى الألوف معتبرا ان هذه الخطوة (حضارية)تدل على مايتمتع به نادي الاتحاد من شعبية لجماهير تمارس حقوقها الطبيعية في ظل ما تقوم به من مؤازرة وتشجيع للفريق في الملعب ومباريات هي من صنعت النجوم وساهمت بنسبة كبيرة من الانتصارات والبطولات.
ـ مع مرور الايام والسنين اكتشفت ان هذا الشعور وما كان يدور في رأسي بعد انضمامي للصحافة الرياضية وكذلك العمل في نادي الاتحاد ان كل ماكان ينشر حول هذه الجماهير هو نسج من الخيال اذ لا تتعدى في مجموعها بالكثير عدد أصابع اليدين واكتشفت ايضا انها (مسلطة)بمعنى ان هناك من يقوم بتحريضها وذلك من قبل من يهمهم الإطاحة بالمدرب او الرئيس لمصالحهم الشخصية وليس مصلحة النادي وان الكثافة الجماهيرية ماهي الا حشود (وهمية) لا أساس لها من الصحة يتم الترويج لها ضمن لعبة(الضحك على الذقون)التي تسعى تلك الصحيفة ومن يتبعها ويتأثر بها الى تحقيق أهدافها ليس الا وللأسف الشديد على مدى ثلاثة عقود من الزمن نجحت اخرى بنفس الفكر في تهييج الجماهير وإثارتها، ونجحت ايضا في(خداع)المتلقي الذي كان مثلي يصدقها.
-لاحظت في هذا الموسم ان هذه اللعبة الصحفية(المنظمة)توسعت وانتفلت عدواها الى الاعلام المرئي وبطلها برنامج رياضي بدأ يثير الجماهير بلقطات من النادي وحوارات مع أطفال كلها تطالب الرئيس السابق محمد الفايز بالاستقالة ،ليأتي مقدم البرنامج مصادقا على رغبات هذا العدد القليل جداً المحسوب على نادي الاتحاد وجماهيره ولا يكتفي بذلك انما يدعو الفايز الى المحافظة على كرامته قائلا له نصا(اسمع كلامي خذها مني أحسن لك امشي بدل ماتمشي غصبا عنك حفاظا على كرامتك).
ـ النصيحة لا تنتهي عند هذا الحد انما يتم ملاحقة الفايز في اكثر من ملعب وليس ملعب واحد ولقطات يتم تصويرها بكاميرات الجوال فيها نوع من(التخويف) الذي يعد بمثابة تهديد مبطن تتأكد منه بعد سماعك لصوت نفس مقدم البرنامج قائلا(ماقلت لك اختصرها وتوكل على الله، شوف بعد كده ايه يلي يجرى لك) ليتحول ذلك التنبيه او مايشبه(التحذير)الى منظر شاهدنا فيه نهاية علاقة الفايز بناديه بعدما تعرض للشتيمة والقذف بمياه الصحة وقوارير الببسي ليظهر مقدم البرنامج بعدما ما انتهت الحفلة) كما خطط لها قائلا (ماكنت سمعت كلامي من الاول محافظا على كرامتك)
ـ نفس السيناريو أراه قبل يومين يطبق على رئيس نادي الاتفاق عبدالعزيز الدوسري الذي واجه جماهيرا(محرضة)لكن
الجهات الأمنية هذه المرة كانت لهم بالمرصاد واللهجة الاعلامية فيها نوع من(الدهاء)الرافضة لمثل هذا السلوك بعدما عرض البرنامج لقطات مصورة بكاميرات جوال ومحاولات جماهير بالاعتداء على الادارة الاتفاقية،بما يعني ان الحرب الإعلامية ضد إدارة الدوسري بدأت تأخذ نفس التوجه الذي(يكره)العمل في الاندية نتيجة هذا التشويه والتحريض والتشهير مالم تتدخل الجهات(المعنية)وهي اكثر من جهة لها(تخصصاتها)لتضع حدا نهائيا لإعلام (عابث) ومنفر لو تم السكوت عليه فانه يستفحل اكثر فاكثر نحو ابعاد ربما تتجاوز كرة القدم.
ـ لقد تم السكوت على هذا الاعلام العابث بالموسمين الماضيين عندما استخدم نفس الأسلوب مع إدارة نادي النصر ورئيسه تحديدا عبر لافتات(ارحل)..انني مع حرية الصحافة والاعلام لكن ان تأخذ توجها يتجه الى سلوك التحريض(المبطن) والتسليط غير المرئي والذي فيه تشجيع لـ (إهانة) من يعملون في الاندية وفيه ايضا تشويه للامن والأمان الذي يفتخر به كل مواطن في هذا البلد الآمن فحينذاك لابد من( العيون الساهرة)القيام بواجباتها على اكمل وجه وتضع حدا نهائيا لهذا(العبث) ومن يقوم به ويسعى الى ترسيخه وربما توسعة قاعدته، اللهم إني بلغت، اللهم فاشهد.