من حقنا على المدرب الوطني لنادي الهلال سامي الجابر أن نتعامل معه بمنتهى(الإنسانية)، ونسلم تسليما كاملا بأنه كان بالفعل (مريضا)، وندعو له بالشفاء العاجل دون الخوض في متاهات نوايا(سيئة) تلاحقه حتى وهو مريض بغرض النيل منه والإساءة إليه دون أن نلتمس له(العذر) الذي جعله طريح الفراش منوما بأحد المستشفيات بعدما ارتفعت درجة حراراته إلى(40).
-من حقنا أيضا على المدرب الوطني سامي الجابر أن نكون معه على مستوى عال من(الشفافية) التي تعتمد على(المصداقية) في الطرح من خلال سؤال من المؤكد إنه تبادر إلى ذهنه وذهن كل من(تعاطفوا) معه، وهو بعد معرفة صفته (القانونية) أو النظامية التي منعته من التواجد مع فريقه في دكة البدلاء، هل يعتقد أن حالة المرض(المفاجيء) الذي أصابه من الممكن عند عامة الناس قبوله كعذر إنما سيقال إنه لجأ إلى استخدامه ليخرج من مطب هذا الغياب الذي سيلاحظ على أرض الواقع لمجرد عدم تواجده في الملعب مع فريقه وبالتالي يعرف السبب المتعلق برخصة(تدريبية) لم يحصل عليها إلى الآن؟
-الإجابة على هذا السؤال الطويل العريض لن تخلو بطبيعة الحال عن موقف متخذ مبني في الأصل على عدم(المبالاة) والاهتمام بما سيقال لكلام وردود أفعال متوقعة في جميع الأحوال، وهنا لا اتفق معه ومع كل من يتبنون هذه الإجابة، ولعلني هنا أفضل استعارة عبارة مصور صحفي قام بتصوير المؤتمر الصحفي الذي عقد قبل المباراة، وطلب من المدير الفني (سامي الجابر) نصا ذكره هوبلسانه (افتح عيونك)، ويبدو أنه لم يفهم أو يستوعب الرسالة جيدا كما فهمتها أنا وذهب في اتجاه يعزز الحالة الصحية التي يعاني منها وأدت به إلى المطالبة بتخفيض درجة برودة المكيف.
-حينما أتعامل مع هذا الموقف(الصحي) كحالة مرضية، تعود بي الذاكرة إلى نفس الحالة مرت بـ(الساحر) عندما كنت لاعبا في ناديه، فعلى الرغم من ارتفاع درجة حراراته مرات ومرات إلا أنه كان يحضر ويأخذ من المسكنات والإصرار الشديد على لعب المباراة، كما أتذكر أنك أصبت بمرض (الزائدة) الدودية عقب هزيمة المنتخب السعودي من ألمانيا بـ(ثمانية) أهداف تاريخية وكنت يومها(كابتنا) للأخضر السعودي، فكما تعاملت مع هذين الموقفين بمنتهى (الصلابة) كان بمقدورك أن تواجه الموقف الأخير بنفس الطريقة حتى وإن جلست في المدرجات.
- ولكيلا أظلم (الساحر) وأتجنى عليه، فمن خلال المقارنة بين كل الحالات المرضية التي تعرض لها سابقا وحاليا لن أقول إنه كان يدعي (المرض) الذي ينقذه من مواقف(صعبة)، إنما يبدو أنه يعيش حالة تجعله تحت الضغط (النفسي) من شدة التفكير والقلق الذي يلم به للخروج من أزمة الموقف الذي يبحث له عن مخرج، فيتحول هذا القلق إلى مرض ينهك جسده من منظور طبي يجعل نسبة المقاومة عنده(ضعيفة) جدا، هذا هو التفسير الوحيد الذي أراه (مناسبا)، ولهذا أنصحه قبل أن تتعرض لنفس الحالة والموقف مرة ثانية أن تتخذ كافة الإجراءات (الاحترازية) التي اتخذها عندما كان لاعبا، وإن لم يستطع فعليه بنصيحة ذلك المصور(افتح عيونك) ولاتبالي واجه الموقف بمنتهى(الثقة) والشجاعة، فماذا يعني عدم الحصول على شهادة (A) كمدرب معتمدة من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؟ فمن المؤكد مع الخبرة ستنالها يوما ما وربما قريباً جدا، وإن تأخر حصولك عليها أحضر للملعب ولايمنع أن تكون من بين المتفرجين.