|




عدنان جستنية
الجابر مافي غيره وبس
2014-02-06

الجابر الذي أعنيه اليوم في همسي المتواضع هو إبراهيم المعلق الرياضي وليس أخوه المدرب الوطني سامي الذي عاد مساء يوم السبت الماضي إلى أجواء التعليق التلفزيوني لمباريات كرة القدم السعودية بعد فترة غياب طويلة جدا كنا نعتقد أنه (اعتزل) نهائيا، إلا أنه طل علينا عبر القناة الرياضية السعودية الرابعة المعروفة بقناة (زمان)، معلقاً على أحداث نهائي بطولة كأس ولي العهد التي أقيمت بين فريقي الهلال والنصر، حيث أعاد لنا بتلك الطلة الجميلة الزمن الجميل وهو يحلق بنا كمشاهدين ومتابعين في أجواء ممتعة ومفيدة ذكرتنا بالتعليق الجميل فعلا و(المختلف) تماما عن جيل اليوم من معلقين، أصبحت سمة وشروط قبولهم في هذه المهنة (أصرخ وخليها وناسة) واترك الباقي لنا(ناجح) بتقدير امتياز مكعب و(يلي ما يعجبه يشرب من البحر).

- إبراهيم الجابر الذي ينتمي لعصر(العمالقة) من المعلقين وإلى أدبيات مدرسة (زاهد قدسي) يرحمه الله، أتذكر جدا بداياته الأولى حينما ظهر وهو يقتفي أثر المعلق السعودي(علي داود) في جزء من نبرات الصوت ومحاولة (التقليد) باستخدام بعض من عباراته الرنانة، وعلى الرغم من (تألقه) في تلك الحقبة الزمنية إلا أنه لم يسلم من آرائي (النقدية) حرصاً على اكتمال مقومات معلق رأيت فيه مالم يكن متوفراً في أقرانه من أسماء أعطيت هي الأخرى الفرصة إلا أنها والحق يقال ليست في مستواه وكان يحتاج إلى بعض (النصائح) المتعلقة بروح الحماس الذي كان يوقعه في(زلة لسان) عابرة كانت تجيب (العيد) وكفيلة بإخفائه عن الشاشة مدى الحياة.

-وبرغم طول الفترة الزمنية التي غاب فيها (الجابر) عن التعليق إلا أنني لاحظت من خلال تعليقه على النهائي أنه لم يفقد(لياقته) الذهنية ولاتلك (المميزات) التي كان يتميز بها في تعليق ووصف للمباراة يغوص في أجوائها دون الخروج عن الملعب، كماهو حاصل من جيل معلقي هذا العصر الذين يذهبون بالمشاهد في اتجاهات ليس لها علاقة بما يحدث على المستطيل الأخضر عبر تقديم معلومات وإحصائيات الوقت غير مناسب لذكرها والمتلقي ينتظر معرفة جوانب مهمة في اللقاء، لعل من أهمها اسم اللاعب مستلم الكرة أو متابعة هجمة خطيرة أو حالة تستدعي من المعلق استرجاع (سيناريو) بدايتها والجمل(الإبداعية) التي شكلتها وكونتها.

-ربما يعتبرني من يقرأ هذه السطور مبالغا في مدحي للمعلق إبراهيم الجابر، ولكي يتأكد القاريء الكريم من صحة كلامي ورؤيتي إنه في تلك الليلة كان هناك أكثر من معلق علق على نفس المباراة، ولتعرفوا الفرق الشاسع بينه وبينهم بمن فيهم زميله (المخضرم) نبيل نقشبندي على سبيل المثال، تابعوا من كان حريصا على ذكر أسماء اللاعبين مع كل كرة يستلمها اللاعب ويسلمها زميله أو تقطع ويستلمها لاعب الخصم، ستجدون أن(الجابر)هو الوحيد (وبس) والبقية خارج التغطية، أما بسبب حالة من(النسيان) طبقت على ذاكرتهم أو كلام في كلام خارج عن أجواء المباراة مل منه المشاهد.

-سعادتي بعودة الجابر تفرض علي تقديم خالص الشكر والامتنان لمدير عام القنوات السعودية الدكتور محمدباريان الذي لم يقصر في منح الفرصة لجيل (أصرخ وخليها وناسة) ومن يحاول تقليدهم، ولكن يبدو أن هذا الدعم وضعه في موقف حرج، لأن الأسماء التي ظهرت ومقلديها لم تستطع (إقناع) المشاهد الذي فضل البعض الاستماع إليها(مرغما)، وآخر لجأ إلى (كتم) الصوت حتى لايفقد (ذائقة) التعليق وبالتالي يقفل جهاز التلفزيون، بما فرض على (باريان) إعادة الجابر من خلال فكرة (ذكية) وهو يقدمه عبر قناة (زمان)، ليضعه هو وزملاءه في ذلك المساء في(مقارنة) تنتصر لـ(الذوق العام).. وكل لبيب بالإشارة يفهم.

-كما أنني أشيد بمستوى النقل التلفزيوني للمباراة من جميع النواحي تصويرا وإخراجا، وهي (أفضل) مباراة في هذا الموسم بل من عدة مواسم سابقة على مستوى التصوير والإخراج، وهذه كلمة(حق) يجب أن تقال في حق شركة (العالمية)، وتطوير كنا كإعلام نطالب به ومازلنا.. والله من وراء القصد.